هالا مرعي | سوريا
الحب مجاز…
المسافرون بلا معاطف كثرْ، الشعراء والنقادَ كثرْ، المهاجرون سراً كثرْ، وأنا أقتنصُ مجونَ الحربِ لأكتب شيءٍ ما أسلّمه للورق كما يأتي.
سأكتب عنّا، فالما بيننا شبهَ قصة، شبهَ قصيدة، لا يهمْ، لا أحد يقرأْ.
المدينة خانقة، والوجوه متعبة تهرب إلى الأمامِ، تتركُ الذكرياتَ خلفها.
البرد ينبح، والماّرة يسرعون. خيالاتنا فوقَ الجدرانِ أكبر منّا، و الأسئلة كبيرة.
سحاب، وغيم ، ومطر، وامرأة تفتح النافذةَ لعابر، وتشعلُ له النار فيدفأْ لحمه وسؤاله، ويغفو في جنة موعودة، ثم يفيق على نقيقِ الضوء، ويتركُ قبلة محمومة على جسد المشهد، ثم يعود إلى جحيمِ التشردِ.
تلملم المرأة حلمها، و يبردُ رأسها، و أصابعها، وتحاولُ أنْ ترسمَ على الزجاجِ شيءٍ ما.
المقاهي مداخنْ الحياة، والشوارعُ تلوك الخواء، و امرأة تغطي أبناءها، وأخرى تطفئُ آخر شمعة بينها، وبين زوجها، وأنا، أنا عاشقةٌ، أكتبُ على الزجاجِ، لوْ تعود ! لن أنساك، وعينيك.
عتمة، ضوء، والمدينةِ الخربةِ تصلحُ نفسها، وتختفي الأشباح.
ما أقصرَ مرورنا ! الكتابة نافذة، أكتب على غبشها، “أفتقدكَ”، ويلقى القبض علّي بتهمة الخيال، وتبيت أوراقي في زنزانة بيضاء، فلا أحد يفتح تحقيقاً في الموت فوق الورق.
مجلة قلم رصاص الثقافية