غيّب الموت اليوم الاثنين الموسيقار والملحن السوري نوري اسكندر عن عمر ناهز 85 عاماً، تاركاً لنا إرثاً فنياً كبيراً في عالم الموسيقى، إذ يعد أحد أعمدة الأغنية السريانية المعاصرة.
ونعت وزارة الثقافة السورية، و”المعهد العالي للموسيقى”، والوسط الثقافي السوري، الموسيقار الراحل الذي تجاوزت مسيرته الفنية 60 عاماً، عمل خلالها على نقل التراث السوري الموسيقي الشفوي إلى لغة سمعية وحفظها من الاندثار. كما سعى إلى خلق حوار موسيقي فكري استمده من التراث السوري والعربي، وألّف العديد من الأعمال المهمة كالأعمال التي أكد فيها على العلاقة بين الموسيقى الشرقية والغربية.
ووفق ما أوردته وسائل إعلام سورية، فقد عُرف عن إسكندر اشتغاله على الموسيقى الشرقية وبحثه عن جذورها وجمعها ونقلها من تراث شفوي إلى مدونات، ولا سيما ما يتعلق بالموسيقى السريانية، وقدم العديد من الدراسات والأعمال الموسيقية والأبحاث في الألحان السريانية التي قام بتدوينها بالنوطة لأول مرة ضمن كتابين وفق نظام الكتابة الموسيقية الحديثة (التنويط).
وبذل الراحل خلال 40 عاماً الجهد والوقت لفهم ودراسة هذه الموسيقى السورية العريقة والروحانية، وعمل على أرشفة الأغنية السريانية الكنسية للحفاظ عليها من الضياع، وساهم في إبداع وخلق أغنية سريانية شعبية مُعاصرة أصيلة ضمن قوالبها السريانية الأم.
ومن أهم إنجازاته في مجال الموسيقى أيضاً، تشكيل وتدريب العديد من الكورالات منها تأسيس أول كورال لكنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس في حي السريان بحلب عام 1965، وتشكيل كورال ثان لكنيسة مار أفرام السرياني للسريان الأرثوذكس في حي السليمانية بحلب، وتأسيس كورال في السويد باسم (الكورال السرياني).
وإضافة إلى أهم أعماله الثلاثي الوتري، كنشرتو العود وكنشرتو التشيلو، أعد الراحل “حوار المحبة” عام 1995. وفي العام 2000 كتب الموسيقى التصويرية للسلسلة الوثائقية “أعمدة النور” و فيلم “مار مارون”. أما عام 2002 فقام بتأليف موسيقى المسرحية اليونانية “باخوسيات” ليروبيديس، وقدمها في بلدان أوروبية عدة.
اسكندر الذي كان مدير “المعهد الموسيقي العربي” في حلب بين الاعوام 1996 و 2002، تعمل “الفرقة السيمفونية الوطنية السورية” باستمرار على تقديم أعماله في برامج أمسياتها المتنوعة. كما تعد مؤلفاته مادة أكاديمية تدرّس لطلاب “المعهد العالي للموسيقى” في دمشق.
الميادين نت