الرئيسية » رصاص حي » هل زعزعت وسائل التواصل مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟

هل زعزعت وسائل التواصل مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟

صارت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل، تيك توك، يوتيوب، فيس بوك وغيرها مصدرا رئيسيا للمعلومات والأخبار بين الأطفال والشبان في المدرسة فكيف هو الحال بالنسبة إلى البالغين من ذوي وأقارب التلاميذ من الجالية العربية في أوربا؟ التكنولوجيا الجديدة قد تلعب دورا خطيرا في تشكيل ثقافة الإنسان وبخاصة الأطفال. ففي السويد على سبيل المثال استنتجت الأبحاث[1] أن نصف الطلاب من المدارس الإعدادية والثانوية لم يقرأ كتابًا ورقيًا في العام الماضي. مواليد التسعينيات من الجيل الجديد يستخدمون في المقام الأول خدمات بث الفيديو ويستمعون إلى البودكاست وكثير من البالغين يحصلون على المعلومات من مصادر التكنولوجيا الجديدة لمشاهدة أو الاستماع إلى “مراجعات” غالبا سطحية للكتب بدلا من قراءة الكتب ذاتها. ما هو رأي الجهات المشاركة في الدورة الأخيرة من معرض الكتاب العربي في السويد في هذا الموضوع؟

انتهت فعاليات معرض الكتاب العربي في ستوكهولم في دورته الرابعة من 25 إلى 27 أكتوبر تشرين الأول، وشاركت فيها مئتا دار نشر ناطقة باللغة العربية من مناطق عربية وأوربية. وكان من بين أسئلة عديدة طرحناها على المدير المسؤول والسادة المشاركين سؤال رئيسي هو: هل زعزعت وسائل التواصل مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟

قرصنة للكتاب الورقي تهديدا فعليا للكتاب الورقي

علاء يعقوب مدير معرض ستوكهولم للكتاب العربي وأحد مؤسسي شركة “رام” المنظمة لفعاليات معرض الكتاب العربي يرى أن التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعي ساعدت من جانب على تعزيز مكانة الكتاب الورقي وعلى انتشاره لكنها لم تحد من قراءته. التكنولوجيا الجديدة تلعب دورا إيجابيا حيث أن وسائل التواصل تساعد على تسويق المطبوعات الورقية والترويج لها.

مع ذلك تشكل قرصنة الكتاب الورقي تهديدا فعليا للكتاب الورقي. صيغة الكتاب الإلكتروني (PDF) هي على الأغلب نسخ الكترونية مسروقة مسربة ومنتشرة على الانترنيت تؤثر تأثيرا سلبيا على الكتاب المقروء. هي اعتداء سافر حيث أن القرصنة بما تعنيه من توفير نسخ مجانية من الكتب المطبوعة الورقية من دون ترخيص مما يحد من انتشارها وهذا يؤدي إلى خسارة مالية بالنسبة لنا نحن الناشرون والموزعون.

“إن أظهر معرض الكتب في دورته الرابعة انخفاضا في عدد الزوار خلال المعرض الأخير (لا يزال الوقت مبكرا لتوضيح المردود المادي ولا يمكننا التحدث عن رقم للمبيعات قبل مرور عدة أسابيع بعد المعرض الحالي وفقما ذكر السيد علاء) فهذا لا يعود إلى التأثير السلبي الذي تمثله التكنولوجيا الجديدة بل قد يكون راجعا إلى محدودية مدة العرض لأننا اختصرنا مدة المعرض من خمسة إلى ثلاثة أيام”.  

“كنا قد شاركنا في المعرض العربي للكتاب خلال الأعوام 2020 , 2021, 2022, ولكننا لم نعرض عام 2023 حيث توافق تاريخ العرض مع بداية الإبادة الجماعية لقطاع غزة. في الأعوام السابقة كانت مدة العرض خمسة أيام وهذا العام ثلاثة فقط. ربما لهذا السبب لم يزد عدد الحضور عن العشرة آلاف كما كانت الحال مع المعارض السابقة.

لماذا ثلاثة أيام فقط، لأن شركة “رام” المنظمة للمعرض بالكاد تأسست هذا العام. في الدورات السابقة كانت دار نشر “صفحات” هي من تتولى تنظيم المعارض. هي الآن تكتفي بمهمة نشر الكتب وحسب فيما تهتم المؤسسة الجديدة “رام” بتنظيم المعرض وإدارة الفعاليات. الجديد هذا العام هو أننا أنشأنا قسما للأطفال ومعرضا للفن التشكيلي أقامته جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وكانت أول مرة لنا نقيم ركنا للنشاط التفاعلي لتعليم الرسم والتخطيط للأطفال في ركن خاص بهم. وهذا نجحنا فيه ولهذا كنا قد اخترنا أن تكون المدة محدودة في ثلاثة أيام فقط لتخفيف الضغط عن فريق العمل. لأن التحضير للمعرض وللفعاليات الموازية للمعرض يحتاج إلى وقت ومجهود كبيرين. نحن مزمعون على في السنوات القادمة بعد أن يكون فريق العمل قد اعتاد على تنظيم الفعاليات. على زيادة المدة

أكثر الفئات العمرية تفاعلا في معرضنا هذا العام كانت من العائلات مع أطفالها وفئة الشباب أيضا. أول مرة نستقدم فنانا كي يقدم عرض ستاند أب، الفنان بشر نجار صانع المحتوى على وسائل التواصل والمعروف باسم “الجهبذ”, واستحوذ العرض على اهتمام وإقبال كبير من الزوار. بمثل هذه النشاطات المرادفة كسرنا الحالة الكلاسيكية لعرض الكتب. فالمعرض ليس مجرد عرض للكتب. المعرض هو بيت كبير لكل الناطقين بلغة الضاد. هو نقطة التقاء لكل متكلم باللغة العربية من كل الأديان والأجناس وهذا بالنسبة لنا أهم من الربح التجاري والدليل هو أن فريقا تطوعيا كبيرا يساعدنا كل عام ويصير لنا فيه أصدقائنا نجتمع معهم بشكل دوري لتقاسم الأفكار وتقديم الاقتراحات حتى بعد انتهاء فترات العرض”. 

لم يمت الكتاب الورقي ولن يموت

حسان أنيس، مؤسسة ابن رشد التعليمية، تأسست الدار عام 2006 وهي تضم دار نشر “كتابنا” المتخصصة بكتب الأطفال في المنطقة الأوربية والكتب التعليمية مزدوجة اللغة (اللغة الأجنبية مثلا الألمانية، الإنجليزية، الفرنسية إضافة إلى اللغة العربية).

 يعتقد السيد حسان أن وسائل التواصل مهمة لتسويق الكتاب وعلى الرغم من وجودها لم يمت الكتاب الورقي ولن يموت. لم تستطع التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل حتى خلال فترة وباء الكورونا أن تنزل من مكانة الكتاب الورقي. ولا يعني انتشار الصيغ الإلكترونية للكتب أن الصيغة الورقية انتهت. الكثيرون ظنوا أن الكتاب الورقي سوف ينقرض بعد الوباء وهذا لم يحدث لابل تعززت مكانة الكتاب الورقي أكثر من ذي قبل

عن مشاركة المكتبة في هذه الدورة يذكر السيد حسان أن مؤسسة ابن رشد شاركت المعرض الحالي بحوالي 1500 عنوان صادرة عن دور نشر عربية مختصة بالكبار والأطفال معا. وعن نوعية تلك الكتب يقول: “نحن انتقائيون فيما يخص المحتوى. ونسعى إلى أن تكون كتبنا مضاهية للكتب الصادرة عن مؤسسات أوربية. شاركنا سابقا مع معارض نظمها فريق “صفحات” وفريق “ناشرون”. العناوين التي لقيت اهتماما كبيرا من الزوار هي الكتب الإسلامية وكتب مناهج تعليم اللغة العربية للأطفال وكتب التنمية البشرية”. الحضور والإقبال كان جيدا هذا العام لكن الشراء كان محدودا نوعا ما وهذا يعود إلى التضخم وضعف القوة الشرائية عند القراء والأمر لا يقتصر على الجمهور القاطن في السويد، ففي معرضنا الأخير في فرانكفورت بألمانيا لاحظنا الأمر ذاته.   

وسائل التواصل تحد من الاهتمام بالقراءة

سامح الخلف، “دار سامح” للنشر، تأسست عام 2019 في السويد: التكنولوجيا الجديدة واهتمام المراهقين بالأجهزة التكنولوجية ووسائل التواصل تحد طبعا من اهتمامهم بالقراءة ومحدودية حضورهم هنا في المعرض قد يكون دليلا على ذلك. دار سامح شاركت في معارض الكتاب في السويد في كافة الدورات وفي الدورة الحالية قدمت للمعرض كتبا ستين عنوانا أغلبها للبالغين. مواضيعها مختلفة والطابع السائد عليها هو الأدبي. روايات، دراسات أدبية، نقد، شعر.. وبعض كتب الأطفال وبعض الكتب في العلوم الاجتماعية. الإقبال لا بأس به وجلَه على الروايات وبخاصة تلك التي تحكي عن القضية السورية والاغتراب السوري وبخاصة التجربة السورية خلال “سنوات الجمر”. كمثال على الأعمال الروائية نذكر أعمال الكاتب سوري منصور منصور “أحقاد رجل مرهوب الجانب” و “الحرب تشرب الشاي في المقهى” ورواية أسامة شاكر “زنزانة حي الدقاقين” وهي تتناول الظروف التي أدت إلى الحراك الثوري في سوريا. من الشعر طرحنا عناوين للشاعر السوري المشهور فرج بيرقدار. بالنسبة لدور نشر أخرى يلاحظ اهتمام خاص تطوير الشخصية وبعض الكتب التاريخية والسياسية والاقتصادية. نحن عضو في جمعية الناشرين العرب في السويد وبالتالي نشارك في نشاطات الجمعية ونحن مزمعون على المشاركة في داخل السويد مثلا في معرض قادم في مدينة مالمو وأيضا في معارض أوربية مثل معرض فرانكفورت. 

ظروف الناس المعيشية هي المسؤولة

إبراهيم الخميسي، دار ميسر للنشر, تأسست عام 2011 في مالمو السويد. في هذا المعرض، الدورة الرابعة، شاركت الدار لأول مرة. السيد إبراهيم لاحظ إقبالا جيد لابل ممتاز. خاصة الشبيبة بين الثامنة عشر والثلاثين. كتب ثقافية عامة، روايات، فلسفة، فكر. وسائل التواصل أثرت إلى حد ما على الكتاب الورقي. لكن من خلال تجربة هذا المعرض مازال الكتاب الورقي مازال الكتاب الورقي يحتفظ بتألقه ومكانته. المعرض تظاهرة ثقافية كبيرة وليس مجرد عرض للكتب. إلى جانب عرض الكتب هناك أربع خمس غرف للوحات الفن التشكيلي، محاضرات، إلقاء شعر، نقاشات، ندوات ثقافية وحوار وتقديم جوائز للمشاركين من القراء هذه النشاطات كلها أضفت الغنى على الدورة الرابعة لمعرض الكتاب العربي و”أنا سعيد لتواجدي هنا وتعرفي على العاصمة ستوكهولم.

يزن يعقوب، مؤسسة “صفحات” للطباعة والنشر والتوزيع، تأسست منذ عام 2007:

يرى السيد يزن أن التكنولوجيا الحديثة والانترنيت لم تؤثر سلبا على الكتاب المقروء. يشير بيده إلى طاولات الكتب ويقول. ” على مساحة الألف متر المتوفرة لمعرضنا لهذا العام نجد تنوعا كبيرا وإقبالا جيدا بشكل عام”. ليست التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل هي ما يحد من مقروئية الكتاب وإنما ظروف الناس المعيشية هي المسؤولة. الوضع الاقتصادي يؤثر سلبا على القدرة الشرائية وبخاصة على شراء الكتب. مع ذلك يلاحظ أن جمهورا متنوعا يؤم المعرض وأن المراهقين يقبلون على أرف الكتب ويبدون اهتماما بما تعرضه. “نحن بدورنا نحاول أن نقدم عناوينا لكل الفئات العمرية بأسعار معقولة بغية تيسير الشراء ”يقول السيد يزن مؤكدا.  فالجيل الصاعد مهتم بالكتب وبالروايات بشكل أساسي وكذلك بكتب التنشئة الذاتية، لذا نحاول تخفيض الأسعار كي يتمكن هؤلاء من اقتناء الكتب التي يرودونها. أما كتب الأطفال دون العشر سنوات فيتم انتقاءها طبعا بتوجيه من الأهل.

خلال الدورات الثلاث الأولى من معرض الكتاب في ستوكهولم كانت مؤسسة “صفحات” هي المشرفة على تنظيم المعارض بشكل كامل، ولكنها في الدورة الحالية تكتفي بعرض الكتب وزودت المعرض بحوالي خمسة آلاف عنوان باللغة العربية مختارة من 83 دار نشر. المؤسسة لم تعد كسابقها تنشر الكتب التاريخية، الفلسفية، وكتب الأديان، قبل انتقال المؤسسة من المقر الأساسي في سورية إلى السويد، كان نشاطها يشمل النشر، أما في السويد فاقتصر نشاطها على التوزيع. وشاركت خلال دورات المعارض الثلاث السابقة بعدد من العناوين تجاوز العشرة آلاف، إنما في الدورة الحالية تعطل شحن الكتب بعد أحداث بيروت الأخيرة فانحسر عدد العناوين المشاركة إلى خمسة آلاف. التعاون مع دور نشر أخرى شريكة لمؤسسة صفحات متواجدة في أوربا ساهم بتخطي العقبات ورفدها بعدد من الكتب جديدة. 

اللغة عامل تنوير والكتب حضارة

منى العطار، دار لاماسو للنشر والتوزيع, المكتبة العربية في مالمو, مقرها في مالمو السويد:   

شاركت الدار في الدورات الأربعة للمعرض الكتب العربية في ستوكهولم كما شاركت أيضا في برلين وكوبنهاغن. والملحوظ هو الإقبال القوي على الكتاب والقوة الشرائية جيدة. كتب التنمية البشرية هي أكثر ما يستقطب اهتمام الشباب. بالنسبة لكتب تعليم اللغة العربية هي كتب لا غنى عنها خاصة وأن تعليم اللغة العربية في المدارس السويدية يقتصر على ساعة واحدة في الأسبوع وهذا غير كاف. هناك الآن وسائل تعليمية منوعة وجيدة إضافة إلى الكتب وهذه يلجأ إليها ذوو التلاميذ من الأصول العربية. عن رأيها في وسائل التعليم “غير البيداغوجية” التي تربط اللغة بالدين فهي لا تؤيد مثل تلك الوسائل وترى أن هناك وسائل تعليمية “محايدة” تقدم اللغة العربية بطريقة متطورة جدا ومن يطورها هي عقول كبيرة. اللغة عامل تنوير والكتب حضارة، وفقا لرأي السيدة منى، و لهذا السبب تم اختيار اسم لاماسو، التي هي في الأساس معلم من المعالم الحضارية في العالم العربي, لدار النشر حتى لو كان أصل  التسمية آشوريا.

من ملاحظات السيدة منى على فعالية المعارض عبر خبرتها المديدة هو اخوف جمهور القراء من الكاتب غير المعروف. الكاتب ليس “ترند” مثل الترندات التي تنتشر على التيك توك والفايس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى ولعل من تأثير وسائل التواصل على مكانة الكتاب هو انتشار الخوف من الكاتب غير المعروف. مع أن هناك كتاب جدد يستحقون القراءة.

 تأثير التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال الاجتماعي إيجابي إلى حد ما في التسويق للكتب. السيدة منى تقول:
” أنا كنت متوقعة أن منزلة الكتاب المقروء تدهورت مع طغيان الانترنيت، ولكنني فوجئت لما شاهدت الإقبال الشديد من جمهور القراء على المعرض”.  من ناحية ثانية نلاحظ أن الناس، بحكم ظاهرة القطيع، ينجرفون تأثرا مع الترندات السائدة حول نوع معين من المؤلفات وهذا ما يجعل من تلك الوسائل سيفا ذو حدين”.

كامل السبتي، دار كومو, تأسست في السويد منذ عامين:

السيد كامل كاتب ومترجم بين اللغتين العربية والسويدية وهو ينشر في أعمالا من تأليفه وتأليف أدباء آخرين. شارك في المعرض بروايات ترجمها عن اللغة السويدية.  التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل ساهمت في تعزيز مكانة وانتشار الكتاب الورقي. بدليل الإقبال الجيد من الشبان على المعرض وشرائهم لعدد كبير من المؤلفات الأدبية

براء البني. مكتبة ومؤسسة الزاهر للنشر. مركزها ألمانيا لكننا ننشط على مستوى القارة الأوربية

دار النشر قبل نقلها كانت فاعلة في دمشق وكان لها فرع في بيروت منذ عام 2007. أغلق مركزها في سوريا بسبب الأحداث وأغلق معه فرعها في لبنان وكانت الانطلاقة في ألمانيا منذ قرابة عشرة أشهر ومن خلال أول مشاركة لها في الدورة الرابعة من المعرض حاولت المؤسسة أن تكون ملاذا ووجهة للقارئ وللمثقفين وطلاب المعرفة بشكل عام وقدمت نشاطات مثل إقامة المسابقات الثقافية، توزيع مناهج تعلم اللغة العربية، وعرض قصص الأطفال وعلب الهدايا والكتب الدينية والكتب الأدبية والثقافية والعلمية بما يقارب خمسين كتابا من جميع الأنواع. كما أخذت على عاتقها الترويج لمنشورات دار “منار الفكر” الموجودة في تركيا والمتخصصة في طباعة الكتب الدينية والفكرية. بالنسبة لبراء كانت المشاركة في المعرض تجربة رائعة حيث أتاحت له التعرف على قراء كثر.

بعض العناوين التي لقيت إقبالا على طاولة براء, ” التفكير الناقد” و”ينبوع الغواية الفكرية” وهي كتب ذات طابع إرشادي هدفه الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية. التحدي بالنسبة لمنطق براء هو النجاح في “تغليف” محتوى الكتب الارشادية ذات المناهج المصممة أصلا داخل مناطق تركية أو عربية بأسلوب مقارب لنمط الحياة في أوربا وألمانيا بشكل خاص حتى تصير قريبة من هوى الشبان.

ردا على السؤال هل أنزلت وسائل التواصل من مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟  رد براء بأن التكنولوجيا الحديثة وما توفر من الصيغة الرقمية للكتب جيدة وتساعد على انتشار المعرفة بما تقدم من معلومات مختصرة سمعية بصرية خاصة وأن كثرة من الناس لا تجد الوقت للقراءة.

لكن هل توفر التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل المعرفة من أمهات المعارف كما يفعل الكتاب الورقي؟ طبعا لا. لا يمكن لأي منها أن يحل محل الكتاب الورقي، لكنها بلا شك تعزز التواصل مع شريحة واسعة من جمهور القراء. هكذا هو أيضا دور المعارض، تتمحور أهميتها حول تعزيز التواصل مع الناس وخاصة فئة الشبان التي لوحظ حضورها الكثيف في المعرض الأخير، مما دفع ببراء إلى التغني بمشروع أعده خصيصا لاحتواء مثل هذا الجمهور.  مشروع “هلا نتفكر” وهو حسب وصفه “مشروع مجتمع مدني” يتيح اللقاء بالجمهور “أونلاين” في سبيل بناء رابطة ثقافية تمتد على نطاق واسع ومن ثم يتم تطوير اللقاء إلى اجتماعات دورية مكانية على مدى أيام عديدة، مرتان كل عام..

[1] في السويد لجنة أبحاث الانترنيت
https://svenskarnaochinternet.se/rapporter/svenskarna-och-internet-2021/sociala-medier/

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن سمية الجندي

Avatar

شاهد أيضاً

“الطريق إلى المرمى” مجموعة قصصية للكاتب هاني الصبيحي

صدرت عن دار الخليج للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمان مجموعة قصصية للكاتب الأردني هاني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *