مناهل السهوي |
كلما أراد الانتهاء من حوار سياسي أنهاه بشتيمة موجهة لصدر زوجة الطرف الآخر في الصورة! ليردّ عليه الأخير بشتيمة عنصرية أكبر، كان يسهل حينها تحليل الوضع المأساوي للحرب في سورية، الأمر لا يتعدى الوصول إلى جسد المرأة، حسناً هو أكبر من ذلك لكن، يجب ألّا نتغاضى عن “الهجمات” المبطنة على المرأة والتي لا تقل سوء عن المفخخات الانتحارية، آخرون كلما خسروا معركة شتموا نساء الطرف الآخر، وحين كانت الذخيرة تفرغ في لحظة حرجة كانوا يشتمون نساءً مجهولات أو حتى (أخت) البندقية! حينها صرت أدرك أنه حين تحدث أشياء سيئة لنا يتوجب شتم نساء لا نعرفهن.
الشتيمة الموجهة لصدر المرأة التي لم تشارك مطلقاً في الحوار الافتراضي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، يجعلني أتساءل من جديد، ما السبب الحقيقي للحرب؟!
ربما الرجال في لحظات الحرب والغضب يحتاجون التنفيس أو أن الشتائم الجنسية للنساء هي “تعويذة سحرية” لإنقاذ رجالنا في ساحات القتال وفي الحوارات السياسية.
المرأة ماتت بإحدى القذائف، لكن الأخير كان كلما أراد الانتهاء من حوار سياسي مع الطرف الآخر.. شتم صدرها الذي ظهر في الصورة بجانب زوجها، زوجها الذي شتم الأول بعنصرية، وهكذا كانا ينهيان في كل مرة حوارهما الافتراضي حول الحرب الحقيقة.
النساء لم يمتن فقط بالمفخخات أو بقطع الرؤوس أو بالقذائف، متن أيضاً بالسبي، بالاغتصاب وبفقدان أبنائهنّ وبشتم صدورهنّ في حوار سياسي لا يمكن أن ينتهي إلّا هكذا.
شاعرة سورية | خاص موقع قلم رصاص