الرئيسية » ألوان خشبية » الفنان نزار علي بدر:  أرسم للفقراء..ولا تعنيني الجهات الرسمية

الفنان نزار علي بدر:  أرسم للفقراء..ولا تعنيني الجهات الرسمية

أين ما وليت وجهك عبر هذه الشبكة العنكبوتية تجد لوحات مميزة قوامها الحجارة، أشكال ورسومات متعددة لن يخطر في ذهن الناظر إليها أنها حجارة تلتقطها يد الفنان السوري نزار علي بدر (اللاذقية 1964) وتصنع منها تحفاً فنية تستحق الوقوف عندها لما تحمله من لمسة إبداعية قل نظيرها في هذا العالم، وربما تكون هي الأولى من نوعها، وفي حديثه لـ “مجلة قلم رصاص الثقافية“، قال الفنان السوري مُعرفاً عن نفسه: «أنا جبل صافون السوري الأوغاريتي. أنا “المنتقى” من أسلافي الأوغاريتيين، ولهم في جيناتي أمانة أنشر رسالتي الإنسانية بكل صدق وأمانة بدون تحيز لدين أو سياسة لأني بعيد عنهما كل البعد، وأنا الإنسان الضائع في هذا الزمن المجنون. نزار علي بدر  أو “جبل صافون” كما أحب أن تنادوني».

أما جبل صافون الذي يحب الفنان بدر أن يُكنى به، ويُنسب إليه هو جبل سوري يقع في شمال اللاذقية، وعنه يقول بدر: «جبل صافون، هو الجبل الاقرع الذي احتلته تركيا مع لواء اسكندرون وسلخته عن أمه سورية، ولكنه سيبقى جبلاً سورياً كما سيبقى لواء اسكندرون سورياً».

14937040_1108078759273728_762664058_n

وأطلق الفنان نزار بدر اسم حجارة صافون على الحجارة التي يجمعها ويصنع منها تشكيلاته الفنية، وعن ذلك يقول: «حجارة صافون، أنا من اسميتها بهذا الاسم لأنها غُسلت دهوراً تحت أقدام صافون، وهي بألوانها وتشكيلاتها الطبيعية لا أضيف عليها ألوان أو مجرد نحت في أي حجر، ومملكة أوغاريت عظيمة ومنحت البشرية شعاع الحضارة فأبجدية أوغاريت هي الأولى في التاريخ. وندمي عظيم لأني لم أعش زمنها الجميل».

14962488_1108080645940206_844406872_n

وحول تشكيلاته الإبداعية التي يبتكرها الفنان السوري منذ سنوات، قال بدر: «خلال الحرب الكونية الهمجية على وطني سورية شكلت ما يزيد عن 25000 عمل إبداعي غير مسبوقة عالمياً. ولم أترك شيئاً يُمكن أن يخطر ببال بشر إلا وشكلته، ونسبت أعمالي بحجارة صافون إلى أوغاريت».

Nizar-Ali-Badr-4

وعن ولادة الفكرة الفنية في ذهنه قال الفنان نزار: «وجدت فكرة حجارة صافون منذ ثلاثة عقود، وشكلتها في ذلك الوقت على الرمال مباشرة في شاطئ بوسيدون “البسيط حالياً”،  وبما أنني أسكن في منطقة كانت ساخنة وضربها الإرهاب، شاهدت منظراً كان الشرارة لانفجار البركان في داخلي. وهو هجرة جيراني ومنظرهم وهم يحملون متاعهم وأطفالهم ويركضون في طوابير لا تنتهي. وكانت دافعاً كبيراً لي. ومنذ ست سنوات لم أعرف النوم جيداً ولا الراحة، أضحت حياتي عبارة عن أكوام من الحجارة».

14937999_1108082015940069_94073551_nوكغيره من الفنانين الذين تطغى إنسانيتهم على أي ماديات يحاول إيصال رسالته عبر فنه ورسومه، وعن رسالته يقول بدر: «رسالتي هي الإنسانية، وقد وصلت ولامست ضمير كل إنسان لم يخلع ثوب إنسانيته بعد، إن ما تحمله السوري من ويلات وفقر وتشريد وجوع وبرد وتهميش لم ولن يتحمله شعب بالكون. لكن إرادتنا كالفولاذ، وانتماؤنا لتراب وحجارة سورية لن يتخيله أحد، ونحن أصحاب الأرض ونحن ملحها، دماؤنا شقائق النعمان، ونحن الجياع مجرد أرقام، ونحن فقراء سورية».

وأضاف بدر: «لم يكن هدفي يوماً من خلال نشر أعمالي وتشكيلاتي بحجارة صافون مادياً أو إعلامياً، بل هدفي إيصال رسالتي وأبجديتي الأوغاريتية الثانية ووصلت. ولن أتوقف عن التشكيل والنحت».

وحول تثبيت الأعمال والتشكيلات التي ينفذها الفنان نزار علي بدر والمحافظة عليها يقول الفنان: «للأسف الشديد أعمالي بحجارة صافون جميعها مخربة، والسبب التكلفة العالية لتثبيتها، لذلك أعمل على تصوير العمل وتخريبه. واعتمد في التشكيلات على خيالي الواسع».

ويضيف بدر: «أنا نحات فطري لم أدرس في كلية أو مدرسة لتعليم النحت. ولا أحد في الكون له فضل على إبداعاتي، إلا محبة البشر لي وتشجيعهم. وقد أقيمت لي عدة معارض بالصور عالية الدقة في الدنمارك وفرنسا، والآن أحضر لمعرض آخر في فرنسا، وآلاف الملصقات التي انتشرت في أوروبا لجمع تبرعات للاجئين والفقراء الذين حملت رايتهم، ولن أنكثها وسأبقى مناصراً لهم أينما كانوا على وجه الأرض».

يقضي الفنان أغلب وقته وحيداً، قرب البحر في الغابات يُفضل البقاء في الطبيعة والأدغال على العيش في الصخب والضجيج: ويقول بدر: «أقضي أغلب أيامي وحيداً، أمنا الطبيعة تأخذ النصيب الأكبر من حياتي. وأتعايش معها ومع الحيوانات، كم نحتاج نحن البشر للتعلم من الحيوانات! هنا لا أرى إلا أشباحاً تمشي وتأكل وتنام».

ويضيف بدر: «أنا أرسم للفقراء، لهم فقط! وعشقي للبحر لا مثيل له هو صديقي الوحيد، وأدعو للمحبة والسلام، المحبة أعظم قواعد البشرية».

ولا تختلف حال الفنان نزار علي بدر عن حال أي مبدع في بلادنا، فهو المنسي الذي لا يذكره أحد، ولا يدعمه أحد، ولا يتبنى أعماله أحد، وكل ما يقوم به يفعله بمجهود شخصي ولا ينتظر عليه شيئاً من أي جهة، وعن ذلك قال بدر وهو يضحك ساخراً: «لم تعلم بي الجهات الرسمية هههههه (ما فاضيين) وآخر همي، لأني أكيد لا أطمح لكرسي أو راتب أو تكريم».

e648e9e8-0e70-474d-a0c7-feb381bcc12d

14958595_1108080585940212_1360293937_n (1)

14997088_1108084759273128_1538408251_n

14971880_1108083069273297_1708676171_n

14958395_1108084709273133_135643037_n

14958320_1108084072606530_1741353569_n

14962320_1108081969273407_1902062248_n

14971369_1108084075939863_1494027678_n

14938003_1108080375940233_2060718279_n

14971190_1108081965940074_7974886_n

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن فراس م حسن

فراس م حسن
قـارئ، مستمع، مشاهد، وكـاتب في أوقـات الفراغ.

شاهد أيضاً

الكاتب السوري عمر الحمود:  المجاملات في الثقافة قاتلٌ صامت

حوار: عبد الرزاق العبيو  | عمر الحمود، أديب من مدينة الرقة السورية، عضو اتحاد الكتاب …