حسان أحمد شكاط |
خلال سنوات المراهقة.كان ولعي شديداً بالكتابة حد الهوس. سكنتني رغبة جامحة في تقصي أخبار الأدباء والكتاب الصحفيين إلى درجة أني كنت اتقمص شخصياتهم على غرار الأديب الفلسطيني الذي اغتالته إسرائيل غسان كنفاني، وأيضاً الروائي الكبير الراحل الطاهر وطار وآخرون.
بل أصدقكم القول إن قلت إنني كنت أرى هؤلاء كما لو كانوا أنبياءً، أتابع كل أخبارهم بشديد الاهتمام..وأذكر هنا أن الروائي الطاهر وطار دعي إلى ولاية سكيكدة لتنشيط إحدى الندوات الأدبية التي انتظرتها بفارغ الصبر، للقاء هذا الرجل الذي اطلعت على معظم رواياته بل وقلدت بعض ما كتبه..ولا يمكن أن أصف سعادتي العظيمة ساعتها وأنا التقيه وأحادثه وألتقط معه صورة تذكارية لازلت احتفظ بها إلى يومنا هذا.
وفي مرحلة ما سكنتني رغبة قوية في طباعة روايتي وحينها لم أكن أعلم بالوضع الصعب وشبه المستحيل للنشر في الجزائر. وقمت بمراسلة العشرات من دور النشر. ولم تصلني إلا بعض الردود. بالتحديد خمسة عشرة رداً وكلها كانت سلبية على غرار..عندنا كثافة في النشر..سنرد عليك يوماً ما..وبلغ بي اليأس حينها درجة جعلتني أتخلص من بعض ما كتبته تمزيقاً أو حرقاً.
حاولت أن أجد متنفساً آخر، فرحت ارتاد الندوات والأمسيات الشعرية. فكان الأمر محبطاً أيضاً، فقد وجدت أن القاعات في مثل تلك التجمعات الثقافية لا تغري الناس..قاعات شبه خالية إلا من بعض المهتمين أو المجاملين..وأذكر عبارة قالها لي أحد الأصدقاء فيما يشبه الدعابة ..دعك يا صديقي من هذا الطريق ..المثقفون أصبحوا يقتلون في أيامنا هذه..في إشارة منه إلى ما كان يحدث خلال العشرية السوداء من اغتيالات استهدفت الإعلاميين والمثقفين من كتاب وشعراء.
لقد عانى المبدع والمثقف عامة خلال سنوات التسعينات حقاً..وإنه من دواعي المفخرة أن تجد كاتباً ومثقفاً تمسك بموهبته وميولاته إلى يومنا هذا..فلقد تحسنت نوعاً ما ظروف النشر..وبات للمثقف مساحات إعلامية يمارس فيها إبداعه أو يعبر عن رأيه من خلال عديد العناوين الصادرة ورقية كانت أو الكترونية..أو حتى من خلال مواقع الإنترنت من فايسبوك وتويتر.
روائي وكاتب جزائري | خاص موقع قلم رصاص