النساء السوريات أكثر المتضررات من جراء الحرب الدائرة في سورية للسنة السادسة على التوالي، كانت الأنثى السورية أولى ضحايا الحرب، فهي التي فقدت الابن والزوج والأخ والحبيب في دوامة تلك الحرب، وبعد ثلاثة أشهر قضتها المخرجة المسرحية آنّا عكّاش مع فريق عمل عرضها المسرحي « هُنَّ »، الذي كتبته وأخرجته تم تقديم العمل على مسرح القباني في العاصمة السورية دمشق، مجلة قلم رصاص الثقافية كان لها هذا الحوار مع مخرجة العمل..
ـ أليس في اعتمادك على ممثلات غير اكاديميات مغامرة، خاصة أن المسرح من أصعب الفنون؟
– تماماً… مغامرة كبيرة جداً… لكن خبرتهن تؤخذ بعين الاعتبار.. والرغبة في العمل كذلك… خاصة أن الممثلين الأكاديميين مشغولين بالتصوير ولم يكن أحد ممن تكلمت معهم يرغب أن يهدر وقته في المسرح.. فالجهد كبير والمردود قليل… أما بالنسبة لمتعة العمل فلا أحد يبحث عنها أمام مغريات التلفزيون..
ـ كان لك تجارب تلفزيونية وإذاعية ناجحة رغم ذلك ما زلت تراهنين على المسرح رغم أن البعض يرى في ذلك رهاناً خاسراً فلماذا الإصرار على المتابعة فيه؟
– بالنسبة لي المسرح هو تلك المساحة الخاصة من المتعة والتجريب.. مساحة لنسيان كل ما يجري خارج جدران مسرح القباني.. حين أعمل في المسرح يمتلئ فراغ داخلي.. لا يستطيع أي نوع أدبي أو فني آخر ملئه.. لذلك ما زلت مصرة على الرهان عليه خاصة أنني أعمل مع فريق عمل.. أو بالأحرى بآلية ورشة عمل متكاملة.. والنتيجة دائماً تكون جماعية.. وتلك متعة أيضاً بأن يضيف كل شخص من تفصيله الخاص على العمل.. لمسة مميزة..
ـ ما الجدوى من المسرح في ظل طغيان وسائل السوشال ميديا، التي تكاد تقضي حتى على التلفزيون كأكثر وسيلة أعلامية جماهيرية؟
– أجمل ما في المسرح هو العلاقات الإنسانية، أن تعيش لفترة من الزمن مع مجموعة من الأشخاص كعائلة واحدة، لكن من المؤسف أن قليل من هذه العلاقات تستمر إلى ما بعد انتهاء العرض، لكن على الأقل توهم نفسك أنك خلال هذه الفترة تعيش في عائلة منسجمة نوعاً ما.. فتحصل على الاستقرار الذي تفتقده في الحياة..
لكن يبقى للمسرح محبيه حتى ولو كانوا قلّة.. فالمسرح له طقسه الخاص.. من صوت ورائحة ودفء.. مما يجعله أكثر قرباً من المتلقي من باقي وسائل الإعلام.. ومن هنا يأتي سحره..
ـ كيف يمكن أن تبعدي عن عملك شبهة المسرح النسوي بينما يعتمد العمل في كل مكوناته على نساء؟
– حتى الآن هو عمل واحد لا غير.. وليس سمة تميز ما فعلته في السابق أو ما سأفعله في المستقبل.. وبصراحة.. لا أظن أنني سأعيد التجربة مع النساء مجدداً… العالم الأنثوي خاص جداً ومغر… لكن.. لكي تعمل مجموعة من الممثلات النساء مع بعضهن بطريقة متجانسة وسلسة فهناك بعض الشروط الخاصة التي يجب أن تتوافر فيهن.. وكان من الصعب جداً تحقيق هذا الشرط.. فواجهنا بعض المشاكل.. لكننا في النهاية تمكننا من تجاوز جميع العقبات لصالح العمل.. وهي نقطة تحتسب لفريق العمل..
ـ تشكل إعادة إحياء المسرح هاجساً لدى المسرحيين برأيك هل من الممكن إعادة إحياء المسرح السوري، وكيف؟
– يمكن إحياؤه عن طريق الممثل النجم… اقصد نجم التلفزيون… فجميع العروض التي اعتمدت على ممثلين نجوم استقطبت صالات مليئة بالمتفرجين.. طبعاً هي حيلة لجذب الجمهور العادي إلى المسرح.. وليس المهتمين بالمسرح بالعموم.. لكنها حيلة ناجحة في كل الأوقات.. ولها شروطها أيضاً.. ويجب أن تتوفر لها إمكانيات مادية كذلك مختلفة عما هو سائد في المسرح القومي السوري..
ـ تطغى ثقافة المركز (العاصمة) على المسرح، ما رأيك بفكرة نقل العرض إلى مدن أخرى؟
– هناك عروض مسرحية قدمت في محافظات أخرى.. وهي خطوة جيدة للتعرف على جمهور جديد وليتعرف محبي المسرح في المحافظات على ما يجري في العاصمة من نشاطات ثقافية وفنية.. لكن كالعادة الميزانيات المعتمدة تلعب دوراً.. فيجب حساب كلفة أجور التنقل والإقامة.. خاصة إن كانت الديكورات ضخمة وعدد الممثلين وطاقم العمل كبير..
ـ متى يمكن أن نقول عن عرض مسرحي أنه ناجح؟
– أمر يحدده الجمهور أولاً.. من حيث الإقبال والانطباع الأولي ما بعد العرض… يحدده أيضاً المختصين بالمسرح.. والذائقة الفردية لكل شخص…
مجلة قلم رصاص الثقافية