يقول الخبر: “إن هناك مؤتمراً للجاليات الفلسطينية في أوروبا”، وبمجرد قراءة مؤتمر الجاليات الفلسطينية في أوروبا يتبادر إلى ذهنك السؤال التالي: لماذا جاليات وليست جالية؟ ومعنى الجالية هي جماعة من الناس تركت وطنها وعاشت في مكان جديد أي أنها جالية واحدة ولا أحد يقول: الجاليات السورية في أوروبا أو الجاليات المصرية في اليونان ولكننا كفلسطينيين تلاحقنا لعنة الانقسامات حتى جهنم، وهنا يحضر السؤال،هل هناك انقسام في هذه الجالية حتى سميناها جاليات؟ وما معنى أن تكون هناك مؤسسات فلسطينية بالمعنى المجازي للكلمة؟
الحقيقة هي ألا مؤسسات فلسطينية بالأصل في أوروبا ولا حتى خارج أوروبا ناهيك عن تبرؤ الجميع من الفلسطيني هنا وهنا نتحدى أن تكون هناك دراسة فلسطينية موثقة بالأرقام عن عدد الفلسطينيين في أوروبا فجميع هذه الدراسات تستخدم إما احصائيات قديمة أو قديمة تقريبية أو أنها ترمي رقماً ما ناهيك عن موجة الهجرة الى أوروبا من سورية التي لم يرد أحد الاعتراف بفلسطينيتهم كي لا تشكل عبئاً عليه فأين هذه المؤسسات؟، ومن هو هذا الحضور المرصع بالضيوف من لبنان ومن الأرض المحتلة ومن مختلف أنحاء العالم بمناضلين ترفع لهم القبعة فتاريخهم النضالي يشرفنا جميعاً، لكن الملاحظة أن جميع من أتى إلى هذا المؤتمر جاء بدعوة شخصية فالحضور من إيطاليا، ألمانيا، اليونان، بلجيكا، هولندا، السويد، قبرص، النمسا، الدنمارك، النرويج، وتركيا ولا نعرف إن كان هناك حضور من بلاد أوروبية أخرى، كل هؤلاء كانوا يمثلون الجهة التي أشرفت ومولت هذا المؤتمر الذي انتخب في نهايته ممثلين عن هذه الجاليات الفلسطينية في أوروبا !؟
فهم بهذه الطريقة يستنسخون كائناً غير ذي ملامح يحمل جينة واحدة هي الإدعاء، فما تمارسه السلطة تمارسه حماس وتمارسه الشعبية والديمقراطية، ولكن بشكل أقل فهؤلاء جميعاً يقومون بادعاء تمثيل الفلسطينيين في أوروبا من خلال دعوة مناصريهم ومحازبيهم إلى مثل هذه المؤتمرات مع أن هذه الجالية لا أحد يعرف منها أَي شيء عن هذه المؤتمرات ففي الطريق إلى أحد هذه المؤتمرات، وبحكم أني لاجئ جديد في أوروبا اضطررت أن أسأل عدداً من الفلسطينيين بينهم الصديق الذي استضافني كي أنام في بيته عن مكان هذا المؤتمر كي لا أضيع الطريق فكانت دهشتهم كبيرة عندما علموا بهذا المؤتمر، فتخيلوا أن الجالية الفلسطينية في هذه المدينة لا تعرف شيئاً عن المؤتمر فكيف بمن يعيشون بعيداً عن مكان هذا الحدث الجلل الذي سينتج عنه من يمثلهم ومن هو الذي رشح من حضر إلى هذا المؤتمر كي يمثله ويكون ناطقاً باسمه، وأكاد أجزم عندما قرأتم أن ممثلين عن الجاليات الفلسطينية جاؤوا من هذه البلدان أجزم أنكم تخيلتم العدد المهول الذي حضر وغصت به الشوارع.
نعم إنهم كما توقعتم لا يتجاوزون مقاعد قاعة متوسطة الحجم مع الضيوف طبعاً وهم جاؤوا من أكثر من عشر بلدان أوروبية وفي نهاية هذا الادعاء تم انتخاب هيئة تمثل الجاليات الفلسطينية في أوروبا أي أنها من المفترض أن ترعى وتهتم وحتى تحصي هذه الجالية، فأين يقع مكتب هذه الهيئة وإن وجد من يدفع رواتب موظفيه؟ لكن الذين انتخبوا هذه الهيئة يعرفون حق المعرفة أنهم لن يلتقوا الا في المؤتمر القادم الذي سيدعي بدوره تمثيل جاليات أخرى فالمؤتمرات التي عقدت في هولندا وألمانيا وتركيا كلها ادعت انها تمثل هذه الجاليه أو الجاليات كما يسمونها فمنهم الفتحاوي ومنهم من الشعبية ومنهم من حماس وكل يفصل جالية على هواه لهذا أسموها جاليات وليست جالية واحدة، والحمدلله لا يوجد هناك جهة تضع الحلق في شفتها السفلى أو جماعة تحلق شعر رأسها حلاقة مدرسية، ويكون لديها بعض النقود حتى لا تدعو الى مؤتمر للجاليات الفلسطينية في أوروبا وتدعي بالتالي تمثيلهم وتسافر إلى بلاد وتتحدث باسمهم وتلتقط الصور وتجري مقابلات تلفزيونية ممتطية ظهر هؤلاء المساكين مدعية تمثيلهم، ما يحز بنفس هؤلاء الفلسطينيين هنا في أوروبا أنهم كانوا يعتقدون أن جهة من بين هاته الجهات ليست كباقي المدعين لأنها حتى الأمس أو قبل ساعة وفِي بياناتها ومنه بيان المؤتمر الذي أشرفت عليه كانت تحض على إنهاء التفرد والتصدي لسياسات الهيمنة لكنها تُمارس ذات السياسة لكن على قدر استطاعتها وعلى قدر ما تستطيع من مصروفات ليست في مكانها . وأنتم أيها اللاجئون لكم الشمس لكم القدس والنصر وساحات فلسطين.