يوسف الصرخي |
کلمات تجترحُ الحناجر..
وریاحُ تردّدُ حکایتها المعهودة…
الأنهارُ الأکثر اتساعا ًمن عینیها..
بصمتٍ دقیقٍ کادت أن تخدشه التراتیلُ البعیدةُ…
تراتیل الحقل – الحقل النائي – یفیضُ من حنجرة الفلاحین حین یشتد الجفاف..
کما الفراشات فی الصیف تتلمسُ تجاعیدَ اللون تشمُّ رائحة البحر فیها…
و تتأملُ بقایا الرمل فی الراحتین.. لم تکن تعرفُ الکتابة ولا الرسم..
أما القراءة فقیل عن مکفوفین أبصروا أصابع سمراء تسمّرُ فی مسلات قد ترجمت اللغة العلویة إلی لغاتٍ منها ما نطق بها الغزاة، ومنها ما نسیت لم یکن البکاء تعبیراً عن أي شيء ولا الضحك لم یکن للموت من معنی المطرُ وحده کان یعنی أحلام کثیرة لم تحلم بها بعد کانت الأرضُ أکثر إتساقاً وشراسة..
والصلاة أعذب بکثیر لم تکن تعبدُ أشیاء لا مثیل لها لکنها کانت تشعرُ بالحنین_فی لحظات الضمأ_ إلی البعید الزوارق التی تبدو کسهام هائمة ساعة الغروب البیوت المصنوعة من القصب المحشو بالصدی والقشّ المتألق تحت أقدام القادمین من المحارق المفتوحة علی السرد المکثف للرماد ملابسهم ناصعة البیاض..
لا عیون لهم ولا شفاه.. یتمددون فی ظل النیران کالملح حول سلالم المعابد الحجریة..
والمدی المتّشح بالنحاس القانئ هل هنالك من ماض للطبیعة والقصیدة إختبر الذاکرة أیّها الحالمُ وتذکر فی عناوین الجسد التی لا تدلّ إلی أیّ شهوة تذکر أنا میت ربما أو کتاب.
شاعر أحوازي | خاص موقع قلم رصاص