نوارس مدينتي أطفال وقحة
يشاكسون الريح ..
يتدفأون بمطر المدينة
يلعبون على جسرها الأخضر العتيق
وعند المساء يختلون أسفله
يضعون رؤسهم البيضاء تحت اجنحتهم
ويحلمون بنهر مليء بالضحك والأسماك الصغيرة
في الصباح يلتقطون ما يلفظه نهرها الطيب القلب
يغمزون لي دفعة واحدة ثم يحلقون عالياً ضاحكين…
لكنهم سرقوا شعري هذه المرة
حولوه إلى بيانات عن الحرب والحب في آخريات العمر
وزعوها على أطفال مدينتي وأشجارها
وعصافيرها والصقوها على جدران ألأزقة
وأبواب البيوت و الدكاكين المغلقة بأقفال كبيرة
و…قرروا الرحيل
أنا شاعر المدينة السيء الحظ
سارق النار الجديد
ذبيح قربانها اليتيم
أصرخ ملء وجعي
يا نوارس ليل مدينتي المعتق
خذي فؤادي الخمسيني
ضميه تحت جنحك الأيسر
كوني رجاءً
كوني خيبة
ولا تكوني
وعداً خجولاً
فأطفال مدينتي
وعصافيرها
وأزقتها المعتمة
سلّمَوا مفاتيح القلب لبواب المدينة الأعمى
ورموا كل وعود وأماني عمرهم في نهرها الطيب القلب
ليوصلها لمدن بعيدة
علها تينع وتثمر أطفالاً أكثر حظاً منهم
يا نوارس ليلي المعتق
قولوا لها ..
أن تكسر مشطها
وترمي دبوسها وقرطها الذهب
في عين الشمس
وأن تترك شعرها المتوحش طليقاً من أصابعي
وثوبها الأبيض ذاك معزولاً في دولابها
ثم تودع عشاقها قبلي
فأنا شاعرها سيء الحظ
وحزني
يقعد جنبي دائماً
يغسل وجهي بدموع تمساح عجوز
يبلل شعري
ثم يسرحه
ويخبرني عن تجمع كبير
للصراصير والجنادب
والنمل الأسود والعناكب
وأم أربع وأربعين وديدان مجهولة الهوية ..
أعلنوا تضامنهم مع بيانات شعري
هكذا أعرف نهايات الحب
بين شاعر سيء الحب ومدينة
حين تزهر فجأة وردة سوداء موجوعة
عندها يمسي القلب … طائراً أرضياً على جزيرة
كلما مر سرب من طيور في سمائها
يرفرف موهوما بالتحليق …ثم يبكي
كاتب وروائي عراقي | خاص موقع قلم رصاص