آخر المقالات
الرئيسية » رصاص حي » Delivery Books..مشروع نشر القراءة في دمشق

Delivery Books..مشروع نشر القراءة في دمشق

يزن طعّان | دمشق

ليس غريباً خبر افتتاح مكتبة في مدينة عريقة مثل دمشق، إلا أن اللافت في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها العاصمة وما حولها نتيجة الأزمة التي تشهدها البلاد منذ ست سنوات هو افتتاح مكتبة تقدم خدمة توصيل الكتب المُراد استعارتها إلى المنازل بعد ساعات من طلبها إلكترونياً أو عبر الهاتف المحمول، هذا الأمر غير مألوف على الأقل في منطقتنا العربية، هو الأول من نوعه، لمعرفة تفاصيل أكثر، التقت مجلة قلم رصاص ضياء البصير مدير مكتبة خواطر الذي تحدث عن المشروع قائلاً: إن مكتبة خواطر كأي مكتبة في هذا العالم, الفرق الوحيد أنها كسرت النمطية في طريقة إعارة أو بيع الكتب وقدمت تسهيلات للقراء, الغاية منها تنمية الثقافة والمساهمة في إيصال الكتاب لمن ليس لديه القدرة على القيام بذلك بنفسه مثل ذوي الاحتياجات الخاصة, وفيها محاولة إعادة إحياء الكتاب الورقي من جديد. من ناحية أخرى بالنسبة لأنشطة مكتبة خواطر، صراحةً المشروع انطلق منذ حوالي ثلاثة أسابيع فقط, وسيتم طرح الأفكار والنشاطات الثقافية خلال الشهر الحالي. أما بالنسبة للدعم فإنهُ على المستوى الإعلامي لقيَ المشروع صدى جيد نوعاً ما, أما على الأصعدة الأخرى فمازلنا نعمل على تأمين ذلك.

وحول ولادة الفكرة قال البصير: ولدت فكرة خواطر من برنامج خواطر للإعلامي أحمد الشقيري, حيثٌ كانت موضوع إحدى الحلقات في عام 2010، والتي كان يتحدث بها عن خدمة توصيل الكتب في سنغافورا, وكانت هذه الخدمة محددة لذوي الإحتياجات الخاصة لديهم. أعجبت بالفكرة بشكل كبير وبقيت في ذهني ستة أعوام حتى استطعت تحقيقها, وبداية عام 2016، بدأت بالبحث وإعداد دراسة شاملة للمشروع من جوانبه كافة، وتحققت من جدواه الاقتصادية والمعرفية، وقد تبين لي خلال الدراسة أن هذه الخدمة موجودة فقط في سنغافورا وماليزيا واليابان, وليست موجودة في أي دولة عربية. ومن هنا جاءت الفكرة وأردنا أن نعمل على إعادة إحياء الكتاب الورقي, في ظل تطور التكنولوجيا وانتشار الكتب الإلكترونية واستغناء القراء عن الكتاب الورقي. أما عن انطباعات الناس وأصداء انطلاق المشروع فقد تحدث صاحب المكتبة: انقسمت آراء الناس حول فكرة مكتبة خواطر بين مؤيد لها وساخر منها، إلا أن عدداً كبيرٌ من المثقفين رحبوا بهذه الفكرة وشجعونا، وبدأوا بالتعامل معنا حال انطلاق المشروع, ومن ناحية أخرى لا أنكر أن هناك العديد من الأشخاص سخروا من هذه الفكرة, وأود أن أذكر إحدى الحوادث التي حصلت معنا, حيث قامت إحدى الزبونات بإعطاء عنوان خاطئ بغرض التسلية فقط ولم تكترث بأمر الموظف الذي تعب لمدة ساعة ونصف في سبيل ايصال الكتاب إلى هذا العنوان. وعن المقابل المادي للإعارة أضاف البصير: صراحة من الناحية المادية فإن أي مشروع في العالم له جدوى اقتصادية, وهو يجب أن يكون مربحاً وإلا لا فائدة منه. إلا أننا في خواطر كان هدفنا ثقافياً أكثر منه اقتصادياً, إن سعر أي كتاب يتراوح بين 900- 1200 ليرة وسطياً، فكانت الفكرة أن أجر إعارة الكتاب لمدة شهر كامل هي 600 ليرة أي 20 ليرة لليوم الواحد ومن الطبيعي أنه لا يوجد شخص في العالم يستغرق في قراءة كتاب أكثر من شهر، وهي المدة العظمى المسموحة في لإعارة أي كتاب, وتكون المدة الدنيا هي 5 أيام بمبلغ 100 ليرة فقط، ووفق هذه العملية نكون قد وفرنا من 1100 إلى 700 ليرة على القارئ.

بدوره علق الدكتور عامر قوشجي رئيس الجمعية الوطنية للشباب والتنمية حول فكرة مكتبة خواطر وإعارة الكتب، قائلاً: إن هذا المشروع كما اطلعت عليه هو مبادرة جديدة وفريدة, وطبعاً هذا المشروع يعطي مؤشراً على المستوى الحضاري لبلدنا وتميز شبابنا وقدرتهم على تحدي الواقع, لذلك من المهم المساهمة في إنجاح المشروع ودعم القامين عليه بكل السبل. وطبعاً مثل هذه المشاريع غير ربحية, وتحتاج لدعم مادي ومعنوي لها وللقائمين عليها, ومن الموكد أن نجاحها وانتشارها سينعكس بشكل إيجابي من ناحية نشر الوعي وثقافة المطالعة.

خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

هل زعزعت وسائل التواصل مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟

صارت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل، تيك توك، يوتيوب، فيس بوك وغيرها مصدرا رئيسيا للمعلومات والأخبار …