أحمد كرحوت | اسطنبول
يضم معرض الكتاب العربي الذي افتتح منذ أيام في اسطنبول عدداً كبيراً من دور النشر العربية من سورية والعراق والأردن ولبنان واليمن والسعودية وليبيا ومصر والكويت، وتتنوع ثقافات الأجنحة للمعرض بحسب ثقافة كل بلد وكل دار، إلا أن الطابع السائد كان دينياً صرفاً، وحسب تصريحات بعض الناشرين المشاركين في المعرض إن الكتب الدينية كانت الأعلى مبيعاً والأكثر انتشاراً، وهذا يعكس ثقافة المشاركين ورواد المعرض في هذه الفترة تحديداً حيث كانت المجاراة بين دور النشر المشاركة تنحصر بقوة بين مصر والسعودية حول أكثر مكتبة غنية بكتب الفكر الإسلامي ومذاهبه ومعتقداته والسير الذاتية لبعض الأئمة الإسلاميين في حين كان تميز جناح من القسم السوري بعرض (القرآن) مكتوباً بطريقة حياكة بالإبرة والخيط ما يؤكد أن صبغة المعرض تتجه ليكون معرضاً إسلامياً أكثر من كونه معرضاً ثقافياً، باستثناء بعض الدور مثل الحصاد السورية والفلاح الكويتية حيث خلت أجنحتهم من الفلسفة الدينية وراحت باتجاه الكتب الفكرية والثقافية والترجمات الأدبية كما كان لكتب الأطفال التعليمية الجزء الأكبر من المعرض على مستوى غالبية دور النشر الورقية والالكترونية. بعض الناشرين المشاركين وخاصة من لبنان بدؤوا يتذمرون مع اقتراب انتهاء المدة المحددة للمعرض من نقص المبيعات وربما انعدامها على حد قولهم بسبب الوضع السياسي الراهن في تركيا، كما “إن توقيت افتتاح المعرض كان خاطئاً وكان من الأفضل تأجيله لكي يتمكن عدد أكبر من الناس من ارتياد المعرض إضافة إلى ضعف الحملة الدعائية والإعلانية”.
أما في جناح أبو ظبي يقول أحد مسئولي قسم دار المداد: “إن الأسعار تعتبر غالية جداً مقارنة بباقي الدول والمعارض التي تقام في العالم العربي، ويعود ذلك لارتفاع الضريبة في تركيا، وأيضاً بسبب تكلفة الشحن وتكاليف الكادر المشارك من إقامتهم في فنادق وإيجارات الأجنحة في المعرض كل ذلك سبب ارتفاعاً كبيراً في أسعار الكتاب”، ويطرح مثالاً: “رواية مئة عام من العزلة لا يتعدى سعرها 5 دولار في معارض الإمارات وحتى غالبية
الدول العربية إلا أنها تباع في معرض اسطنبول بسعر 30 دولاراَ الأمر الذي شكل عائقاً أمام الكثير ممن ارتادوا المعرض بحثاً عن كتب معينة لكنهم خرجوا منه خالين الوفاض بعد أن صدمتهم الأسعار”. افتتح المعرض في الخامس والعشرين من شهر تموز وتشارك فيه حوالي 170 دار نشر معظمها دور نشر عربية إضافة إلى بعض دور النشر التركية التي تصدر كتب باللغة العربية.
خاص موقع قلم رصاص