روز سليمان |
في معمل للإسمنت في «حي دمر»، حيث تصوّر بعض مشاهد مسلسل «الرابوص» (كتابة سعيد حناوي وإنتاج أول لشركتي «نحاس» و «زوى»)، ينشغل المخرج إياد نحاس بالبحث عن إطارٍ مناسب لكل مشهد تبعاً لما يمكن أن يُرى خيالا في العمل وما يمكن أن يكون حقيقة في اللحظة نفسها. يشكّل موقع التصوير الذي زارته «السفير»، مستودعًا لعصابة بطل المسلسل «عاصي» (عبد المنعم عمايري). في هذا المكان المهجور، تربط الإضاءة المشهد بالحدث والشخصيات ضمن مدينة وأمكنة افتراضية. الزمن افتراضي أيضاً؛ ينشطر من خلاله الخيال مع الفانتازيا الاجتماعية، ويشي برغبة صنّاع العمل في تقديم طرح جديد وغريب. لا يتوجه العمل إلى المجتمع السوري تحديداً، بل يتناول قضايا يمكن أن تكون في أي مجتمع، حتى الشرطة في المسلسل ترتدي زياً لا يطابق اللباس الرسمي في أية دولة.
نشاهد لقطات بأزياء الستينيات مثلاً، وفي أماكن أخرى نشاهد سيارات الثمانينيات. لا تظهر داخل البيوت مظاهر حداثة، وبعض جدرانها مطلية بالأسود من الداخل. هناك مساحة كبيرة للخيال من ناحية الأزياء والديكور والأكسسوار. يقول المخرج نحاس في حديثه لـ «السفير» إن معالجة الماورائيات وعوالم الجن والسحر قليلة في الدراما لكنها موجودة عملياً. «لن يشكل جوّ الرعب أكثر من عشرين بالمئة من المسلسل وما تبقّى يندرج في إطار دراما نفسية، إضافة إلى قصص حب وأجواء رومانسية وأكشن». يعوّل المخرج على طريقة معالجة بعض القضايا الاجتماعيّة مثل مرض الجذام حتى لو طال شريحة محدودة.
يشير مخرج «الرابوص» إلى أنّ «العمل لا يؤكد الماورائيات ولا يدافع عنها، بل يطرحها فنياً من دون أن ينحاز لأي وجهة نظر ليتمكن المتلقي من التعامل معها علميا باعتبارها أمراضاً نفسية، أو أن يردها متلقٍ آخر إلى الطبيعة». يؤكد صاحب «ملح التراب» أن العمل، سواء أحبه الجمهور أم لا، سيلقى احتراماً نتيجة الجهد المبذول فيه. يضم العمل نخبة من النجوم السوريين من بينهم: بسام كوسا، وعبد المنعم عمايري، وأمل عرفة، ومحمد حداقي، وضحى الدبس، وسلمى المصري، وفاء موصللي، ورنا شميّس، نظلي الرواس، وكندا حنا، وجيني إسبر، وفايز قزق، ومرح جبر، وليث المفتي، ويحيى بيازي، وراكان تحسين بيك، وإيناس زريق. ومن لبنان بيار داغر، وعمار شلق وآخرون.
لن ينتظر العمل، الذي بدأ تصويره منتصف شهر أيّار الماضي وينتهي أواخر آب الحالي، ليعرض خلال الموسم الرمضاني للعام 2017. من الواضح أن العمل يتطلّب ميزانية إنتاجية ضخمة، لذلك تطلّب الأمر شراكة الإنتاجية كما يوضح مشرف الإنتاج يامن ست البنين لـ «السفير». «كلفة الإنتاج عالية جدًا مقارنة بأي عمل سوري اجتماعي معاصر أو حتى مقارنة بالمسلسلات التاريخية أو البيئة الشامية». يوضح مشرف الإنتاج أن فريق العمل يضطرّ إلى تغيير ألوان اللوكيشن واستبدال الديكور بالكامل لأجل تصوير مشهد واحد.
يعتمد «الرابوص» أساسا على الديكور (مهندس الديكور والأكسسوار بهاء كردية)؛ علماً أن كل موقع يحتاج إلى تحضيرات لا تقلّ عن ثلاثة أيام ضمن فترات التصوير. أما المواقع التي لم تتوافر على الأرض فاضطرّ فريق العمل لـ «صناعة» العديد منها ضمن هنغارات خاصة. يجري التصوير في مواقع داخلية في دمشق، وفي الخامس عشر من آب الحالي ينتقل فريق العمل إلى مدينة صافيتا لتصوير بعض المشاهد الخارجيّة. يؤكّد ست البنين، صاحب الخبرة الإنتاجية التي لا تقل عن خمسة عشر عاماً، أن «الرابوص» لا ينافس أي عمل آخر «لكننا نطمح إلى إنتاج مختلف»!
جريدة السفير