حسين رحيم |
سأعود…
لأعيد صياغة آخر امرأة أوهمني الشعر بها ..
أغسل شعرها من كل ألوان الشعر
كي يعود شعراً مرفوعاً عنه الشعر
أمسح عن عينيها دمع عشقها العتيق
ثم أغرق فيهما
عميقاً
عميقاً….حتى ذوباني
سأعود
عائداً إليك
أيها الذي تركتك هناك …عند زقاق بيتنا القديم
صبياً بدشداشة ونعال من جلد عتيق
ووجه يشبه جدار نصف مهدوم
هناك تركتك …صديقي الميت قبل أربعين أو أكثر
كما عهدتك
أعزلاً
مثل مصباح محروق في مشكاة
سأجلس جنبك
وأضيء قلبك المنطفيء
من أربعين أو أكثر
وأغسل وجهك بحروف جديدة
تنظفه من غبار الكلام
وأمسح عن عينيك دمع طفولتك اليابس
أم تراك نسيت وجهك
في صندلية جدتك
سأكون هناك
ألبسك دشداشتك المقلمة بالأزرق الصافي
فأنا أعرفك منذ وفاة أمي لم يلبسك أحد دشداشة جديدة
ولم يمشط أحد شعرك المبلول
يا أنت
يا اخضراري الوسيم
ضع يدك بيدي
وقم معي …علمني بكاء الصبي اليتيم
والرحيل
كي أعلمك كيف تخلي قلبك
من……هاااااااا
ثم أحشر فيه …امرأة تسكن في قصيدة
هل سألت نفسك مرة …لم أنت هكذا ؟؟؟
طائر بجنح واحدة
وسط غابة من حجر
وتسألني
لم الحب كلما غادر فؤادك
لا يرحل وحيداً
ويترك لك
جروحك الغافيات …
شواهد عصر العشق من طرف واحد
روائي عراقي | خاص موقع قلم رصاص