عبد اللطيف خطاب |
العلامات الخبيئة، دونتها لتمجيد الرمل، لتمجيد ما لم تمجده النفس،
وأقبعتها الكمائن الكثبانية، لشل قدرة حبائل الطغيان، لكن أحداً منا ما
كان يعاتب أشباحه، أو يرائي سيادة الآلهة الاصطناعية، وما أحد منا كان
يلوث الرمل بيديه المائديتين، غير أن التباشير جاءتنا بالإنذارات
التابوتية، لحمل الأجنة على كف المواسم.
ويقول في قصيدة “تاريخ الجمجمة”:
الذي قال لي:
كيفَ
هي الدولة المقبلة؟ كيف حال الضحايا الأنيقين مثل الجلالةِ؟ أما زالوا
حزانى علينا كالميتين القدامى؟ أفي الوجوهِ الحديثةِ آثارنا؟ والرمالُ
الأنيقة تسفونا كالرياحِ الخفيفةِ، وَقْعُ أيدينا عليها؟ وَقْعُ أسماعنا
المذأبَهْ،
بغتةً:
استقبلتنا
الجماجمُ، احتفتنا الجحافل مثل السيول التي تذبح الأرض، وأنا الذي
رافقتني الأميراتُ المسناتُ، وأنا الذي رافقتني أميراتُ الجماجمِ، وأنا
الذي أصلحتُ وضع الأميرةِ على سدة العرشِ، وأنا الذي باغتّها ضاحكاً
بالعبارات الرسوليهْ:
أنتِ
التي لا تنحنين إلا للفحولةِ، أنت جمجمة نُحْتُ عليها مثل نوحي عليَّ،
أنت التي سـاقوك قرباناً على مذبحي، أنت التي ناوشـتْني عذاباتي بيدين من
لازورد، أنت التي باركتِ خصب العفونة، أنت التي باركتِ سيفي، أنت التي
بللتِهِ بالدمعِ،
وأنا الذي حرباً على حرب البَسوسِ.
شاعر سوري | موقع قلم رصاص