النشيد الأول
القرن التاسع عشر
العام التاسع والستون
وأيادى الشركس تقرع أبوابا قد عنكب فيها الحزن
«باسم خديوى مصر
يتقدم كل رعاياه بغلال الأرض
لضيوف افندينا فى حفل التدشين»
وتساءل فلاح مافون:
«ما التدشين؟.. وماذا يعنى التدشين؟!..»
..وانهال السوط على كتفيه يئن.
«أوجينى .. وملوك الافرنج
سيزورون جناب الوالى
الليلة يحمل ما تحويه الدور إلى قصر الحاكم
ومضى..
والناس على صمت واجم
من عشر سنين
لم يترك فى الدور السود بصيص رجال
يتم أطفال الأطفال
زرع الحزن عليهم موالا يتلاحم فى موال
عشر سنين
والناس قوافل تمضى نحو الحفر
تحمل أفؤسها كى تتعانق أذرعة البحر
عشر سنين
لم يرجع غير من أخضر له عمر بعد العمر
عاد ليحكى.. لا تستره إلا أسمال
عاد ليبصق خيطا أحمر يتمشى فى كل سعال
والقرية تنفض مأتمها لتقام مآتم أخرى
والأرض العانس ظلت.. بكرا
والجوع يعشش فوق الحزن على الأعصاب
عشر سنين
والقرية تنتظر الرحمة
وقلوب النسوة تمشى فوق زجاج مكسور
وحياة القرية يجرعها طنبور
يلقيها لغدير الظلمة
عشر سنين
أوجينى تشهد جيف سنين عشر
أوجينى!.. من أوجينى؟
وتزاحم قوم حول فقيه القرية
من أوجينى يا سيدنا؟!
موقع قلم رصاص