الرئيسية » رصاص حي » معرض دمشق الدولي للكتاب: بمن حضر!

معرض دمشق الدولي للكتاب: بمن حضر!

سامر محمد إسماعيل  |  

الكتب القديمة أهمّ من الجديدة، لا سيّما إذا كانت عناوين الأخيرة في مجملها عن أسطورة القرن «داعش» وخفايا «الربيع العربي»، يقول أحد الناشرين المشاركين في معرض دمشق الدولي للكتاب»، (مكتبة الأسد – 24 آب – 3 أيلول) ويتابع: «فليكن، لتقاطع دور النشر العربية معرضنا، لكنهم بذلك لا يعاقبون سوى القراء، ويحرمون أنفسهم من التقاط رائحة الياسمين البلدي بين ممرات الكتب المتبقية لدينا». كلام الناشر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أتى بعد جولةٍ قصيرة على أجنحة دور النشر المشاركة في الدورة الثامنة والعشرين، فبعد توقف هذه التظاهرة الثقافية الأبرز في البلاد منذ أيلول 2011؛ غاب معرض دمشق؛ تاركاً فراغه الموحش على حركة النشر السورية، لا سيما بعد دخول الحرب عامها السادس، حيث نزحت العديد من دور النشر إلى معارض الجوار بأسماء وتراخيص مستعارة، بينما انقرضت دور نشر أخرى من الواجهة بعد انقطاع أخبار أصحابها في كل من مدينتي حلب واللاذقية.
«الكتب الحمراء» في دار «المركز الثقافي الروسي» تصدرت واجهة الأجنحة، معيدةً إلى الأذهان زمن المنجل والمطرقة، كأن روسيا لم تغادر العصر الشيوعي، أو كأن الاتحاد السوفياتي ما زال على رأس معسكره الاشتراكي. هكذا أخرجت مجلدات قسطنطين سيمونوف ومكسيم غوركي من مستودعات «المركز» الذي علق أنشطته منذ أكثر من ثلاث سنوات في شارع 29 أيار، لتحتل كتب السيرة الاشتراكية والزعيم لينين الرفوف، وبمشاركةٍ «تذكارية» عن إصدارات «دار التقدم» و «رادوغا» الموسكوفيتين، ولتتربع إلى جانبها إصدارات المستشارية الإيرانية؛ جنباً إلى جنب مع بعض دور النشر اللبنانية كان أبرزها «الفارابي» و «بيسان».
المعرض الذي شارك في دورته الأخيرة العام 2011 حمل شعار «سوريا بخير» أكثر من 250 داراً، بينما سجلت الدورة السادسة والعشرين منه لعام 2010 حضور أكثر من 400 من الناشرين العرب والأجانب. هذه السنة، انخفض عدد الدور المشاركة فيه إلى «75 ناشراً»، جُلّهم من دور النشر المحلية التي تغيّب كثيرون من أصحابها، كان أبرزهم: «نينوى» و «ورد» و «قدمس» و «ممدوح عدوان» و «التكوين»، حيث علّق مدير هذه الأخيرة الناشر سامي أحمد على صفحته الشخصية على الفيس بوك: «معرض الكتاب في دمشق يُستعاد كأنما لو أنه ليس له أي إرث ثقافي، كأنما في صباحٍ باكر». تعليق (أحمد) جاء تنويهاً إلى عدم توجيه دعوة قبل وقتٍ كافٍ للمشاركة، حيث اقتصر ذلك على إعلان خجول على موقع «مكتبة الأسد الوطنية» يقول إن موعد المعرض سيكون في شهر تموز!
مقاطعة دور النشر العربية أرخت بظلالها على ما كان يطلق عليه «عرس الكتاب» الذي لطالما كان موئلاً للعديد من الناشرين العرب، لا سيما في كل من مصر والجزائر والمغرب والسعودية ولبنان والكويت والعراق، فعلى الرغم من التسهيلات الاستثنائية للضيوف، وتخفيض أجور حجز الأجنحة «100 ألف ليرة سورية للجناح الواحد» (200 دولار) إلا أن ذلك لم يكن مشجعاً كفاية على ما يبدو لإملاء استمارة المشاركة الخاصة بهذه الفعالية، ليعتمد «اتحاد الناشرين السوريين» على «حواضر البيت» لإنجاز هذه الدورة، معولاً على كتلتين أساسيتين في دور النشر السورية الخاصة، الأولى كتلة دور النشر الإسلامية التي تتزعمها «دار الفكر» في مقابل كتلة دور النشر ذات التوجه العلماني أبرزها «دار كنعان» لمديرها الناشر الفلسطيني سعيد برغوثي.
الحضور الأبرز كان لمنشورات «الهيئة العامة السورية للكتاب» التي تقدم لهذا العام أكثر من 1200 عنوان طبعتها بين عامي 2009 و2016 وبتخفيضات على الأسعار وصلت إلى ستين بالمئة، بينما استنفر «اتحاد الكتاب العرب» منشوراته القديمة منها والجديدة للمشاركة، لتأتي مشاركة دور نشر الأطفال خجولة هي الأخرى لتتصدرها كل من داري «الحافظ» و «المناهل» و «طيور الجنة» جنباً إلى جنب مع منشوارت الجامعات السورية ووزارة التربية.
اللافت في هذه الدورة أيضاً عدم إعلان إدارة المعرض أسماء المشاركين ولا مواعيد ندواتهم أو حفلات تواقيع الكتب الخاصة بهم؛ على الرغم من الإعلان عنها في إذاعة المعرض من دون أية تفاصيل، ما يشي بارتجال ملحوظ على مستوى التنظيم، والإصرار على العودة بعد كل هذا الانقطاع بمن حضر!

السفير

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

هل زعزعت وسائل التواصل مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟

صارت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل، تيك توك، يوتيوب، فيس بوك وغيرها مصدرا رئيسيا للمعلومات والأخبار …