لا أفهم آلية عمل القلب.. كان يدق مسامير الحزن في جدران دمي بلا رأفة، أتذكر عندنا قلت لي: “سأحزن عنك”، لم أصدق ذلك إلى أن ضحكتُ بعد سيلٍ من دعاباتك الساذجة، فبدأتَ أنت بالبكاء، ستة أشهر وأنت توارب مدخلاً لي مع أن عبارتك الأولى كانت مباشرةً تماماً: “أريد أن أضمك وأبكي”!
لا أفهم آلية عمل القلب…
كيف يرتفع أنينه في غيابك فتفيض الدماء لوجهي، كيف يستكين في حضورك فتفيض الدماء لوجهي، تخبرني أن احمرار وجهي الدائم أحد أكبر إنجازاتك، تذكرني ساخراً بمقولاتي النسوية عن اللذع و الحدة وأنثى العقرب وسمومها، مؤكداً أن الحب يعيدني طفلةً لنتحاور بعدها في جماليات الصور المبتذلة!
لا أفهم آلية عمل القلب
فهو يطلق عليك ألقاباً غريبةً، بدأت بالدب والأرنب والفيل والدولفين والحوت، ووصلت إلى السلحفاة والكوالا، أنا التي أعاني من فوبيا الحيوانات جميعاً! مع أنك لا تملّ إخباري أنني أتحول لحيوان أليف تماماً بعد ممارسة الحب.
لا أفهم آلية عمل القلب
هذا القلب الذي قُدّ من بلاد الشام، تجمعنا قرية واحدة في فلسطين! ها أنا قد ذكرت لك مراراً أنني لا أفهم آلية عمل القلب، ولا أفهم أن تكون سوري الهوى لا النشأة، وأن نتشارك معاً نوستالجيا سورية ابتداءً بسجائر الحمراء الطويلة، وانتهاءً “بإذا غنى القمر” …
لا أفهم آلية عمل القلب، لا أفهمها، لكني أفهم جيداً أنني أحبك.
موقع قلم رصاص الثقافي