متعب المعاز |
أصدرت وزارة الإعلام السعودية قراراً منعت بموجبه الصحفي والناقد السعودي حسين بافقيه من الكتابة والنشر في الصحف الصادرة في المملكة العربية السعودية، وجاء قرار المنع الذي أصدره وزير الإعلام السعودي عادل الطريفي على إثر “سرقته” أبيات شعرية للشاعر العربي وأمير الشعراء أحمد شوقي، وكان الطريفي قد ألقى تلك الأبيات أمام الأمير والشاعر خالد الفيصل أمير مكة المكرمة، ونسب الأبيات لنفسه، على العلم أنها أبيات مشهورة لشوقي ولم يكلف الطريفي نفسه سوى وضع بعض الكلمات وتبديلها لتناسب تملقه للأمير وهو أن صح القول “سرق من الأمير وأهدى للأمير ما سرقه”.
وقال الطريفي في جلسة متلفزة في سوق عُكاظ أبياته المهداة لأمير مكة:
أيها المنتحي بمكة دارا فضَّ ختم الزمان والشعر فضا
قف بتلك الربوع ربع عكاظ ممسكاً بعضها من المجد بعضا
رب نقش كأنما نفض الصانع منه اليدين بالأمس نفضا
شاب من حوله الزمان وشابت وشباب النفوس ما زال غضا
أما قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي فأبياتها هي التالية:
أيُّها المُنتَحي بأسوانَ داراً كالثُّرَيّا تُريدُ أنْ تَنقَضّا
اخلَع النَعلَ واخفِض الطَّرفَ واخشَع لا تُحاوِل مِن آيَةِ الدَّهرِ غَضّا
قِفْ بِتِلكَ القُصورِ في اليَمِّ غَرقى مُمسكٌ بَعضُها مِن الذُّعرِ بَعضا
رُبّ نَقشٍ كأنَّما نَفَضَ الصا نِعُ مِنهُ اليَدين بالأمسِ نَفضا
شَابَ مِن حَولها الزمانُ وشابَت وشَبابُ النُفوسِ ما زالَ غَضّا
رغم أن الأبيات التي كتبها الطريفي قد جاءت على نفس القافية والوزن والبحر إلا أنه يجد مخرجاً له أنه قال: “أعددتها”، حين ألقاها أمام الأمير خالد الفيصل ولم يقل كتبتها، وبهذا ينفي عن نفسه فعل السرقة الأدبية، بينما حاول بعض مناصري الطريفي تبرير الأمر بأنه “معارضة شعرية”، وإنها “جائزة في الأدب العربي”، لكن اقتباس وزير الإعلام السعودي هو الأول من نوعه في الشعر العربي إذ لا توجد معارضة شعرية طابقت القصيدة الأساسية كما تطابقت أبيات الطريفي مع أبيات أمير الشعراء، وهذه الحادثة تُعتبر الأولى من نوعها في سوق عُكاظ ولم يسبق أن حدث مثل ذلك لا في الجاهلية ولا في الإسلام، ونستذكر هنا قول الشاعر طرفة بن العبد:
ولا أغير على الأشعار أسرقها عنها غنيت وشر الناس من سرقا
وإن أحسن بيت أنت قائله بيت يُقال إذا أنشدته صدقا
ومما يزيد في إثم الطريفي استغلال منصبه للانتقام من الناقد الذي لم يصفق له حين انتهى من إلقاء أبياته، بل اتهمه بسرقتها مما جعل الوزير يفقد صوابه ويصدر على الفور قراراً يمنع بموجبه حسين بافقيه من النشر والكتابة في الصحف السعودية بل وأوقف مقالة له كانت بانتظار نشرها في صحيفة مكة.
وأحدث قرار منع الناقد بافقيه من الكتابة والنشر في الصحف ووسائل الإعلام السعودية ضجة كبيرة بينما علت بعض الأصوات على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب الوزير بالاستقالة.
كاتب سعودي ـ الرياض | خاص موقع قلم رصاص