الرئيسية » رصاص حي » لصوص الشعر وما حوله

لصوص الشعر وما حوله

مرح صفوان  |  

هناك حواجز تفتيش في الفيسبوك مهمتها أخذ هويات النصوص المنشورة للأشخاص المغمورين وإعادة تدويرها على منتجات “شعرية” خالية من  الروح، سرقة في وضح العمر والتجربة، فهذا الذي “لطش” عنوان مجموعته الشعرية الجديدة من ديوان لشاعر شاب لا يتوقف عن اسقاط الصور ذاتها في “نصوصه” المدفوعة للنشر، ولكن من يقول له أنه “لص”، وهو الصحفي المخضرم الذي استيقظ “شاعراً” في ليلة وضحاها، معتمداً على سمعته في الصحافة والإعلام و “تربيته” لأجيال من الصحفيين الجدد، رغم ذلك يطالعنا قاموسه الشعري بمفردات تكاد تذوب من شدّة تكرارها، ناهيك عن المديح الذي يُطرب له من “غلمان” الجدران الزرقاء الذين لا يمتلكون الوقت للقراءة والمكاشفة.

لا تتوقف السرقات الشعرية عند العناوين وحسب، فثمة شاعرة سرقت حالات شعرية منشورة لشاعرة أخرى، الأولى طبعت ديوانها الشعري والثانية لم تطبعه واحتفظت بالشعر على صفحتها في فيسبوك، الأولى صديقة حميمة للثانية، والثانية قدّمت لها هدية عبارة عن تسجيل شعري بصوتها ونشرته عبر موقع صوت مشهور في الانترنت.

عضّت الثانية على جرحها، وهي تشاهد قصائدها معادة التدوير في كتاب “صديقتها” التي أصبحت شاعرة بدليل “ديوانها” الذي جمّعت فيه نصوص ليست لها لكنها برعت في التعديلات اللغوية ليصير النص ملكاً لها ووليداً هجيناً لا يعرفه إلا الصديقة الثانية، الكاتمة لجرحها القادم من “السارقة الأولى”.

المضحك في الأمر أن بعض الملتقيات والاجتماعات الشعرية التي تحدث في سورية الآن، تتجه لنسف كل الشعر السابق بوصفها تكتب “نص الحرب” الذي لن يكتبه سوى “هؤلاء” حسب زعمهم! فلا النقد الجديّ طال تلك التجارب، ولا التناص القاتل فيما بينها وبين نصوص الآباء والزملاء، جعل أهلها يعرفون حجمهم، فمرة تجد أباً يبشر بنصوص “مستحيلة” لا يكتبها أحد إلا أولاده الطالعين من سرقات – تأثيرات غير مباشرة، أكثر ذكاءً، تبدأ من “لطش” عناوين للشاعر سليم بركات ولا تنتهي عند تقليد أسلوب الشاعر رياض صالح الحسين أو تقليد أسلوب الشاعر منذر مصري أو تقليد أساليب محيطة لها خصوصيتها. في المقلب الآخر للملتقيات تجد أناساً قامت مخيلتهم كلها على ما يقرأ في منابر “ملتقياتهم” مكتفين بأنهم يصمدون في دمشق و يبتكرون “سوريالية” لا يطّلع عليها أحد سواهم، إلا إذا اعتبرنا أن “جمهور” فيسبوك قرّاءً حقيقيون!

صحفية سورية | خاص موقع قلم رصاص 

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

هل زعزعت وسائل التواصل مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟

صارت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل، تيك توك، يوتيوب، فيس بوك وغيرها مصدرا رئيسيا للمعلومات والأخبار …