ساندي إبراهيم |
لم يكن الفنان السوري سلوم حداد موفقاً بالدور الذي لعبه في مسلسل “خاتون” الذي عُرض في الموسم الدرامي الرمضاني الماضي، فشخصية “أبو العز” زعيم حارة العمارة كانت تتطلب رسماً قوياً يتناسب مع سير الأحداث وقوتها، إلا أنها على عكس تلك الأحداث التي تحتاج إلى مواجهة قوية في العمل جاءت شخصية ضعيفة لدرجة واضحة رغم أنها ليست المرة الأولى التي يقف فيها الفنان القدير سلوم حداد أمام عدسة المخرج تامر اسحاق إلا أن العلة تبدو جلية في النص الدرامي الذي لم يعطِ الشخصية حقها بعكس شخصيات أخرى كانت أقوى في الحضور والأداء الدرامي، كشخصية “عكاش” الشريرة التي لعبها الفنان باسم ياخور.
كانت شخصية أبو العز مهزوزة في كثير من المواقف التي تعرض لها، وهذا ما لم يألفه المشاهد في أعمال البيئة الشامية فقد كان للزعيم مكانته التي لا يستطيع أحد المساس بها تحت أي ظرف كان، إلا أننا شاهدنا الزعيم “أبو العز” عاجزاً في كثير من المواقف حتى قبل أن تهرب ابنته مع الضابط الفرنسي “كريم” الذي لعب دوره الممثل اللبناني يوسف الخال. لم يكن للشخصية ذلك الحضور في مواجهة الإجراءات الفرنسية التي فُرضت على الحارة، وكان ضعفها واضحاً منذ اللحظة الأولى وعدم قدرة الزعيم على مواجهة “عكاش”، وقبوله بدفع الأتاوة وردود فعله الباردة على تهديدات “عكاش” ودخوله إلى الحارة في وضح النهار وكلما أراد.
كان في هذا كسر للصورة النمطية التي رُسمت في ذهن المشاهد عبر أعمال البيئة الشامية التي شاهدها طيلة العقود الماضية، خاصة أن شخصيتي “العكيد” و”الزعيم” هما شخصيتان محوريتان في أي عمل من هذا النمط، وهما شخصيتا المواجهة المستمرة وحصن الدفاع الأخير عن الحارة وأهلها تجاه أي خطر داهم، وإن غابت إحدى الشخصيتين فيقع على عاتق الأخرى جزء مضاعف من المسؤولية كما حصل في الجزء الثاني من مسلسل “باب الحارة” بعد قتل زعيمها الفنان القدير الراحل عبد الرحمن آل رشي، إلا أن شخصية “العكيد أبو شهاب” التي كان يلعبها الفنان سامر المصري وبرع في أدائها غطت على غياب الزعيم وفرضت وجودها بقوة، وهذا ما لم يرده الكاتب وربما لم يعيه حتى عمد إلى إظهار الشخصية بهذا الشكل في مسلسل “خاتون”.
بيروت | خاص موقع قلم رصاص