الرئيسية » رصاص ناعم » انتحار الشرف

انتحار الشرف

مرح صفوان  |  

تيتسيانا البالغة من العمر 31 سنة انتحرت جنوب مدينة نابولي الإيطالية بعد ما نشر خطيبها مقطعاً إباحياً لممارسة حميمة معها، لقد قبلت أن توثق حماقة الحب وتؤمن بأن الحبيب لن يطعن، ها هو المجتمع الإيطالي يسخر من هذه الفضيحة التي انتهت بسحب المقطع من محركات البحث في جوجل وفيسبوك بعد أن شاهده ملايين الناس، ثم دفعت الفتاة مبلغ 20 ألف يورو ثمن الدعوة القضائية التي انتحرت بعدها لتضع حداً للتشهير بها، رغم أنها غيرت اسمها ومكان سكنها وهجرت المطاعم والمقاهي لكنها لم تجد خلاصاً، ثمة وحوش في الإنترنت لا يكفون عن قتلها آلاف المرات بتعليقاتهم الساخرة التي سجلها حبيبها “العاهر”!

لم تكن الفتاة تبغى صناعة نجومية جنسية من هذه التسجيلات، لأنها كانت في لحظة توحد مع الحب، مع وهم الآمان، هناك حتى في المجتمعات “المتحضّرة” هناك من يبحث عن تبرير نفسي للعقد الجنسية والمتاجرة بخصويات الآخرين، كيف وصل المقطع للنشر؟ لماذا أساساً وثق خطيبها ذلك الحدث الخاص للغاية؟

إنه خبر يعيد للأذهان أسئلة حول طبيعة الإنسان وتطوره وحفاظه على محيط أخلاقي يفرّقه عن الدواب والكائنات التي لا تستخدم عقلها إلا للافتراس والجنس! ثقافة القتل بأدوات قائمة على ابتزاز العاطفة واغتيال الحب في أبشع وقت يزدهر فيه العصر ويتقدم للقضاء علينا، ثم تحويل جثثنا إلى مومسات تباع في سوق الشهوات الملتهبة والمكبوتة في كل مكان عرباً وغرباً.

هل يكفي أن نرثي ونقول “انتحار الشرف” شنقاً؟ وهل يبقى للمجتمع أي معنى بمقتل شرفه، وهذه تيتسيانا هي شرف إيطاليا المذبوح بثقافة انتهاك الخصوصية؟ ترى ما الذي يشعر به خطيبها بعد أن فعل ذلك؟ على أي شيء انتصار في الحياة؟ سوف تبقى لعنة النساء تطارده ولن تلمسه امرأة بعد الآن هذا لو كان لدى النساء الباقيات شرف للتعاطف مع ضحيتهم المظلومة..!

صحفية سورية ـ كندا  | خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

رولا عبد الحميد تقول: إنها تجلس وحيدة في حضرة المحبوب

يقوم نص الرواية على حكاية حبَ بين حبيبين لا يلتقيان أبداَ، يدقَ قلبها، وتشعر بالاضطراب …