لورانس إسماعيل |
مضت عقود طويلة ومنزل الشاعر عربي الهوية وتونسي الجنسية أبي القاسم الشابي يقف بجدرانه المتصدعة وسقفه الهابط في قريته الشابية في ولاية توزر التونسية.
بقي المنزل على حاله رغم وعود الحكومات التونسية المتعاقبة بتحويله إلى متحف خاص يضم كل ما يخص الشاعر الشابي من مخطوطات وكتابات ومقتنيات شخصية إلى أن تلك الوعود لم تجد طريقها إلى التنفيذ وبقي مجرد كلام في كلام إلى أن قام منذ أيام أحد الأشخاص بتجريف المنزل بشكل كامل وتسويته بالأرض، هذا الأمر الذي لقي استهجان الكثير من المثقفين في العالم العربي بعد انتشار صور المنزل ما دعا وزارة الثقافة التونسية للإجابة عن التساؤلات والتصدي للهجمة التي تعرضت لها بتهمة الإهمال والتساهل مع مثل هذا الأمر.
وفي تصريح لوسائل الإعلام أوضح مندوب وزارة الثقافة التونسية معزّ خريف أن منزل الشاعر الراحل أبي القاسم الشابي الذي تم هدمه هو ملك خاص باعه ورثت الشاعر الراحل ولا يحق في القانون لوزارة الثقافة التونسية أن تمنع ذلك.
وأضاف خريف: إن وزارة الثقافة التونسية لم تتبلغ ولم تعلم بهدم المنزل إلا بعد أن تم الأمر، ومن هدم المنزل هو صاحبه الحالي ولا يحق لنا منعه، أما نحن في وزارة الثقافة فقد وعدت الوزارة بترميم المنزل وتحويل إلى متحف منذ التسعينات إلا أنها لم تتمكن من ذلك لأن ورثة الشابي وهم المالكون للمنزل كانوا خارج تونس وبالتالي فشلت المبادرة وتم سحبها.
ورغم أن الشاعر أبي القاسم الشابي كان ملهماً للشعوب العربية في نضالها ضد الاستعمار الحديث، وضد استبداد الحكام والأنظمة الديكتاتورية، بقصيدته الشهيرة:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
إلا أن ذلك لم يشفع له نهائياً، وفي أول انتصار للشعب في معركة الحياة المزعومة تلك ـ التي قامت في تونس ـ هدموا منزله وسووه بالأرض، حاله حال البوعزيزي الذي تحول تمثاله الذي أقيم له في تونس إثر سقوط نظام بن علي إلى مكب للقمامة.
كاتب وصحفي سوري | خاص موقع قلم رصاص