الرئيسية » رصاص حي » هل الترجمة إلى العبرية تطبيع ثقافي؟

هل الترجمة إلى العبرية تطبيع ثقافي؟

صدرت مؤخراً ترجمة عبرية لرواية (2084) للجزائري الفرونكوفوني بوعلام صلصال عن دار تاج الإسرائيلية.

هذا الأخير المعروف عنه حرصه الشديد على مظاهر التطبيع مع إسرائيل وقد سبق أن زارها خلال سنة 2012، وكُرّم من طرف وزارة الثقافة الإسرائيلية. كما أن هذا الروائي لا يتوانى في إظهار حقده على كل ما هو عربي ومسلم بالخصوص.. ولا تخفى علينا تصريحاته الأخيرة بخصوص عملية الدهس في مدينة نيس الفرنسية التي طالت حشداً من الناس أدى الى وقوع العشرات من القتلى والجرحى. حيث قال: “إن هذا العمل الارهابي شبيه لما قام به المجاهدون الجزائريون خلال سنوات الثورة 1954-1962 من تفجيرات للمقاهي والحانات”.

أي تلك التي تشبه ما عرض من خلال الفيلم الشهير “معركة الجزائر”.

كما لا يفوتنا أن نتطرق أيضاً عن نية دار نشر إسرائيلية ترجمة الرواية الشهيرة ذاكرة الجسد للجزائرية أحلام مستغانمي. وما تبعه من ردود أفعال بين من اعتبره خيانة للعروبة وتطبيعاً ثقافياً مع الكيان الصهيوني، وبين مؤيد لذلك بدعوى أن إسرائيل الدولة لا تمثل الكيان الصهيوني وأن الأمر لا يعدو أن يكون ضرورة ملحة لانفتاح الشعوب على الثقافة والأدب العربي عن طريق الترجمة إلى مختلف اللغات.

ولا يخفى علينا أن بعضاً من أشهر الروايات العربية قد سبق ترجمتها إلى العبرية كروايات نجيب محفوظ وكذلك رواية سيدة المقام للروائي الجزائري الشهير واسيني الأعرج سنة 2007 هذا الأخير الذي قالت في حقه أحلام مستغانمي “بأنه من قام بالتوسط لدى دار النشر الاسرائيلية لأجل ترجمة روايتها”.. الأمر الذي أنكره واسيني فيما بعد.

ومن المعروف عن الفرد الجزائري خصوصاً حساسيته المفرطة لكل ما هو إسرائيلي ..ورفضه لكل نوع من أنواع التطبيع..حتى ولو تعلق الأمر بسماع أغنية لمغني من أصول يهودية.

يقرأ العربي كل ما هو مترجم عن لغات أخرى من نتاج فكري وأدبي حتى لو كان لكتاب يهود عن علم أو غير علم..لكنه أحياناً يستميت في رفض ترجمة النتاج العربي إلى اللغة العبرية.. ويرى في ذلك خيانة أو محاولة للتطبيع مع ذلك الكيان..رغم ما قد تجلبه الترجمة حتى لو كانت للعبرية من انفتاح على الثقافة والأدب العربي. إلا أنها لن تكون إلا شكلاً من أشكال التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني مهما حاول البعض إلباسها لبوس الانفتاح على الآخر.

  خاص مجلة قلم رصاص الثقافية

عن حسان أحمد الشكّاط

حسان أحمد الشكّاط
كاتب روائي وصحفي جزائري من مواليد محافظة سكيكدة سنة 1977، له عدة مقالات منشورة في الصحف الورقية والالكترونية، وصدرت له ثلاث روايات، ذاكرة عالقة، وعين الغراب، وحكايات الشوارع.

شاهد أيضاً

هل زعزعت وسائل التواصل مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟

صارت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل، تيك توك، يوتيوب، فيس بوك وغيرها مصدرا رئيسيا للمعلومات والأخبار …