لورانس إسماعيل |
الفنانة السورية كارمن شقيرة ابنة مدينة حمص، تخرجت من معهد الفنون التشكيلية ومعهد مركز صبحي شعيب في العام 2002، انتسبت لاتحاد الفنانين التشكيليين عام 2009، وشاركت في العديد من المعارض السنوية الجماعية في حمص ودمشق وحلب واللاذقية إضافة إلى مشاركتها وحضورها الدائم في معارض وزارة الثقافة، وكانت آخر مشاركاتها في عام 2016 في معرض سورية الجمال الذي أقيم في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بالعاصمة دمشق. موقع «قلم رصاص» التقى الفنانة كارمن شقيرة وكان معها هذا الحوار:
ـ إلى أي مدرسة فنية تنتمي كارمن شقيرة؟
أنتمي الى المدرسة الواقعية، أركز عبرها على البورتريه ورسم الأماكن التراثية في بلادي، وأستطيع من خلالها أن أبوح بانفعالاتي ومكنوناتي الداخلية عبر لوحاتي التي أرسمها بحالة من التجلي والوضوح والشفافية.
ـ متى ترسم كارمن شقيرة؟
أرسم حين أشعر أني بحاجة لأخذ جرعات منعشة من الأوكسجين، وهو ما أجده في الرسم بما أن الفن التشكيلي لغة للتعبير عن النفس وما يختلجها من مشاعر فالرسم يمنحني أجنحة لأحلق في فضاءات ملونة وغالباً أحب الرسم في الليل؛ أشعر بالهدوء والسكينة.
ـ ما هي رسالة كارمن من خلال فنها؟
وظيفة الفن نقل الجمال وبث الأمل وحب الحياة في النفوس ومن خلال فني أحاول إيصاله للناس وأحرص على إبراز جوهرة التراث السوري في لوحاتي من خلال رسم لوحات الأحياء القديمة ورسم الريف للحفاظ على هذا التراث.
ـ هل يمكن أن نعبر عن دواخلنا بشكل حقيقي عبر ما نرسمه؟
أكيد، من خلاله نستطيع الإفصاح عما يجول في دواخلنا من حزن وفرح وأمل وما يختلجنا من مشاعر على تنوعها واختلافها.
ـ متى يكون الفن صادقاً؟
يكون الفن صادقاً عندما يكون نابعاً من أعماق الروح فتكون اللوحة فضاء لأسراري وبوحي أحياناً.
ـ ما رأيك بواقع الفن التشكيلي السوري اليوم؟
الحركة الفنية في سورية شهدت تراجعاً وتدهوراً خلال السنوات الأربع الماضية من الحرب، وذلك بسبب هجرة أغلب الفنانين إلى خارج البلاد طلباً للأمان بعيداً عن النزاعات التي كانت تهدد أمن جميع السوريين؛ ما أدى إلى تردي واقع الحركة الفنية وقلة الإنتاج القيّم.
ـ هل يُبشر الواقع الحالي بأسماء واعدة ممكن أن تتصدر المشهد التشكيلي؟
الشعب السوري شعب حضارة وفن وفيه من المواهب الكثيرة وبتشجيعها ودعمها يمكن أن يكون هناك الكثير من الأسماء الواعدة، ويمكن أن تتصدر الفن التشكيلي في سورية وخارجها لكن هذا يتطلب تضافر للجهود بين الجهات الرسمية المتمثلة بوزارة الثقافة والجهات الأهلية التي لها علاقة بالشأن الثقافي من جمعيات وهيئات للأخذ بيدهم وتقديم الدعم لهم.
ـ الحركة الفنية مشلولة وتعيش حالة موت سريري كيف يمكن إنعاشها؟
حب الشعب السوري للحياة قادر على صوغ جمالياتها رغم المحن، ومن خلال تعطش الناس وإصرارهم على الحياة نستطيع إنعاشها بالمثابرة لتنشيط الحركة الفنية وإقامة النشاطات الثقافية لإعادة للفن نبضه، فهناك فنانين لم يتوقفوا عن العمل خلال الأزمة رغم الحزن والألم، لأن الفن كان المخرج الوحيد للفنان من الأزمة التي يعيشها وأثرت على الحركة التشكيلية بقلة الإنتاج، ونحن بحاجة اليوم لضوء من الفرح بأخذ أيدينا نحو الخلاص من الموت الذي يحاصرنا.. فالملتقيات فرصة للفنانين للمشاركة والتعارف على بعضهم عن قرب والاطلاع على تجارب بعضهم وبذلك تكون إنعاش للحركة الفنية من جديد.
ـ ما هي الكلمة الأخيرة للفنانة كارمن شقيرة؟
الكلمة الأخيرة هي دعوة لكل الفنانين لأن يستمروا بالعمل والمشاركة بكل الفعاليات التي تقام في أي مكان في سورية لنثبت قدرتنا على الحياة والانسجام والحوار وقدرة الشعب السوري على مقاومة الموت والإرهاب بالحب والفن.
صحفي سوري | خاص موقع قلم رصاص