الرئيسية » رصاص ميت » يود أن يقول شيئاً

يود أن يقول شيئاً

دعد حداد  |  

أيها الدفء، مصحوبا بالطمأنينة
وأنت أيتها الحيوانات، وأنت أيتها الأشياء.
من أوجدك الليلة مبعثرة، أو كتلة واحدة،
وفي هذا الخصم المظلم،
ثمة طير يفتح فمه للمرة الأولى
يود أن يقول شيئا..،
البرد يجمد منقاره الأحمر الصغير،
والقلق يفترس الريش الطفلي،
والجوع..
لا يا طفلي الهرم منذ الولادة،
اقترب أكثر أيها الدفء،
مصحوبا بالطمأنينة،
ولاتكن مبعثرا..
فالبرد يجمد منقاره الصغير
يود أن يقول شيئا..
في هذا الخصم المظلم..
1976

* * *
أعرني انتباهك

لا تغن كثيرا أيها العصفور،
أخاف أن يسرقني الوقت،
ولدي ما أنجزه هذا اليوم،
بمزيد من التأني
الطفل في المصيدة..
أعرني انتباهك،
* * *

صفق بجناحيك الوديعين،
فوق الأغصان المخضرة الرقيقة،
أنت عصفور صلب حقيقة،
مازلت تغتني بعذوبة، وحرية،
والطفل.. في المصيدة..
أعرني انتباهك..
* * *
لا أعرف كيف أقول لك..
أنت تنقل الفرح إلى القلوب بغنائك العذب،
حقا،
وحينما أسمعك.. أخاف أن يسرقني الوقت
ولدي ما أنجزه هذا اليوم،
بمزيد من التأني..
لدي ما أود أن أقوله..
ـ هذا اليوم..
ـ أعرني.. الصياد..

19 شباط 1976

* * *

أنا من تحمل الزهور إلى قبرها

أنا ابنة الشيطان..
أنا ابنة هذه الليلة المجنونة..
ابنة وعيي..
وصديقي.. أنا
أنا أكثر الناس عتقا..
أنا خمري في شراييني..
أنا من تحمل الزهور إلى قبرها،
وتبكي.. من شدة الشِعر،

أعلى حيائي تبنى القصور،
يتنزه.. في دمائي،
وزهور شقائق النعمان،
تخطف من حقلي شرودي..

هذي الوسائد.. للوصيفات،
وتلك أحجاري.. المسروقة،
وسكاكيني يجفل منها،
ومن عيوني يهطل المطر،
والعالم.. داري..
أغمضوا.. أعينكم،
سأمر وحيدة،
كحد الرمح..
حين هطول.. دموعكم..

الواحدة والنصف من ليل 17 ـ 18 آذار 1986

شاعرة سورية راحلة  |  موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

أيمن ناصر … انطفأ قنديل آخر

رحل الفنان التشكيلي والنحات والروائي الفراتي أيمن ناصر إثر صراع مع المرض في مدينة أورفا …