حبيب أديب شحاذة |
بس تصير بلدنا…… ؟؟
يردد السوريون بشكل يومي تقريباً هذه العبارة على اختلاف ملئ فراغها……؟ بس تصير بلدنا منعمّرها.. منحميها.. منظفها.. منحمي ممتلكاتها. جميع المكونات السورية تقول ذلك. وتُرجع ملكية البلاد الى فئة معينة وكأنها لطائفة واحدة أو عرقية واحدة أو حزب واحد.
ربما قد فشل النظام التعليمي والثقافي في التأسيس والمأسسة لثقافة وهوية الانتماء للوطن الجامع. لمفاهيم مثل دولة القانون والمواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأسس لهوية تحت وطنية راكمت الكثير من الممارسات الخاطئة مثل عدم الشعور بالمساواة، والمحسوبية، اللتان أفرغتا الانتماء السوري من هويته الوطنية الغنية.
ونحن السوريين كنا ومازلنا أمام مشكلة الانتماء، مشكلة الهوية، مشكلة التاريخ، تحول الانتماء السوري الواسع إلى انتماء ضيق مسدود الأفق مُنتج للتخلف والتعصب. فأصبحنا نسير في فلك اللامنتمي إلى الزمان والمكان .. إلى الوطن. والفاقد لهوية معينة. ولربما هويته الشخصية.
مما انعكس سلباً على سلوك الأفراد داخل الوطن. الأمر الذي أدى إلى ممارسات معينة تنطلق من ضيق الأفق الفكري للناس مثل رمي أكواب الشاي والقهوة وغيرها من نوافذ السيارات أولاً. والتي أصبحت بحكم العادة والعرف السائد مجتمعياً. وثانياً تجميع الأوساخ في الطرقات بعيداً عن الأماكن المخصصة لها. وثالثاً تخريب الممتلكات العامة، انطلاقاً من فكرة وثقافة أنها ليست ملك لهم وإنما للدولة. في حين أنهم يحافظون على ملكياتهم الخاصة وعلى نظافة بيوتهم.
فمتى نعّي كسوريين أن الدولة وملكياتها ومؤسساتها ومرافقها العامة كما هي ملك لنا كجماعة يجب أن نحافظ عليها ونحميها؟
مما سبق يمكن القول بأننا بحاجة إلى إعادة إنتاج مفهوم الثقافة والتعليم والتعلّم المُنطلق من ضرورة تأطير الناس ثقافياً ومأسستهم عبر حزمة من القوانين والتشريعات التي تضبط هذا الواقع المنفلت في الشارع فقط. بينما نجد الحرص والمحافظة على الملكيات الخاصة. إضافة إلى أن السوري الذي يُهاجر ويسكن في الغرب وفي إوروبا يلتزم بالحفاظ على النظافة وعدم خرق القانون. إذاً المشكلة في السلوك المنفلت من أية ضوابط في بلادنا. مما يستدعي صياغة وتشكيل وعاء ثقافي سوري مؤطر قانونياً و منتمي الى ثقافة البيت الكبير ” الوطن” ثقافة المواطنة.
خاص موقع قلم رصاص