ألهو بالعودة إلى المنشورات القديمة، لأغلقها، أحذف بعضها، أعيد إرسال طلبات إضافة لأشخاص كانوا على قائمة الأصدقاء، أبحث في مسح تلك المنشورات من افتراض البلاهة واقتحامات الآخرين، عن الهدوء، بينما عتابات الأصدقاء ترنّ: “لماذا غبت عنّا؟”
كنت أريد أن أجد كتاباً جديداً أو أفقاً أقرب لي، كنت أنتظر أن يقف إلى جانب أحد ما، لكنهم لازالوا في الطريق الطويلة للاستهلاك على تلك الجدران، يصدرون أي فكرة يمكن أن تكون شعرية أو صحفية أو خاصة جداً، وينشرونها، تفرغهم شبكة التواصل تلك من كل تحريض على الكتابة، يبعثون بأحلامهم للحظة ضياع. منشور تتناقله العيون والأفواه ثم يفقد حرارته وخصوصيته.
جلست بهدوء أبعث المراسلات الالكترونية، بعد فتح صفحتي، أجري الاتصالات، ولكن توقفت تماماً عن التفاعل مع أي منشور لأي أحد، توقفت عن ذلك، ليس تقليلاً من شأن أصدقائي وأهمية ما ينشرون، بل حفاظاً على عدم انسياقي للقطيع… وحين أريد شيئاً منهم أرسل رسالة خاصة وانتهى الأمر.
ما أوجع هذه المغامرة، عليك أن تنفك عن ذلك ببطء، تغتال الاعتياد، وتكتب وقتك دون الرجوع إلى خارطة التفقد اليومية لسكان الجدران الافتراضية، ثمة صديقة تدير صفحة عامة تخص مقالاتي وكتاباتي، لطالما وددت أن أشكرها وهي التي اهتمت بما أكتب أكثر من أي أحد آخر على مستوى التواصل الاجتماعي والنشر.
لا بأس ببعض المراسلات لأن معظم أصدقائي هكذا لوثتهم التكنولوجيا بأدوات تواصلها التي سطحت كل أشكال الإنسانية الصادقة، لعلّي فرحت منذ أيام حين مسحت -دون معرفة- كل الأسماء المحفوظة على هاتفي، وبعد أيام تذكرت أني نقلتها على دفتري الصغير! إذاً لقد انتصرت لفكرة هامة عن التواصل مع ذاتي، ولاحقا سوف يكتشفها الأصدقاء مع ذواتهم ولو بعد انتظار معقد، انتبهوا إلى أفكاركم يا رفاق، إنها تذهب إلى الـ”زوكربيرغ” بسهولة..!!
مدير التحرير