لورانس إسماعيل |
مجد مكارم فنانة تشكيلية سورية، تخرجت من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق قسم النحت، وتنتمي أعمالها الفنية إلى المدرسة التعبيرية، وحول ذلك قالت الفنانة مجد مكارم في حديث لموقع “قلم رصاص”: “أميل للمدرسة التعبيرية كونها تطلق العنان لمشاعري لتطفو على سطح لوحتي بارتياح”.
تفيض لوحات مكارم بأحاسيس وتعابير توحي لك بمكنونات نفسها وما يعتري روحها من أحاسيس ومشاعر تنعكس على أعمالها، فهي حسب ما تقول: “عندما تصل الحالة الشعورية لكثافة معينة تستفزك للتعبير عنها، ويكون ذلك أحياناً بلحظات تخلد بها مع نفسك تحاورها وتحاورك وتوحي إليك بومضات تحثك لتجسدها عملاً فنياً….وقد تحفزك مواقف تتعرض لها بيومك وتخلق دافعاً قوياً للعمل على إخراجها فناً جميلاً”.
وكسائر الفنانين التشكيليين تحمل مجد مكارم في ألوان وضربات ريشتها رسالة تحاول إيصالها لكل من يرى ألوانها، وعن تلك الرسالة قالت مكارم: “رسالتي هي دعوة للمحبة، دعوة إصغاء لصوت قلبنا الصافي لأنه سيأخذنا لنور الحقيقة إذا تبعناه بمحبة وصفاء، دعوة للتمرد على كل ما يحد حرية تعبيرنا وتفكيرنا فالحياة هي تجربة خاصة لكل فرد ويحق لهذا الفرد أن يعيشها بحرية، فأنا إذا أتبعت كل ما هو موروث وكل النظريات المثبتة وكل القواعد المتبعة سأكون نموذجاً مكروراً لعدد لا يحصى من الناس، لذا لابد من التمرد على كل ماهو مثبت ولكن خارج تجربتنا الشخصية، ومن حقنا أن نتطور ونوسع دائرتنا من خلال حوارنا مع الحياة”.
تحرص مكارم على تقديم فن حقيقي صادق يتماهى مع رؤيتها للحياة وأدق تفاصيلها، وتسعى لأن يكون هذا الفن حقيقياً، وعن ذلك قالت: “يكون الفن حقيقياً حين نكون نحن حقيقيون…فنحن مرآة أنفسنا تعكس دواخلنا شئنا أم أبينا، وعندما نتصالح مع داخلنا كل ما نقدمه سيكون حقيقياً”.
تنظر حولها وترى هذا الكم الهائل من الخراب والحروب والدمار والقتل والأوجاع والتشريد، وتُحمل البشر مسؤولية ما يجري لهم في هذا الكون، فتقول: “نحن المسؤولين المباشرين عن هذا الخراب، فهو نتاج أفكار وأخلاق انهارت، والدمار كان ردة فعل الكون تجاه أفعالنا، هذه الحرب معلم أكبر سنمتن له يوماً لأنه أيقظ فينا صحوة لأزمتنا وأرشدنا لأخطائنا التي عندما سنتجاوزها سوف تتسع دائرتنا ومداركنا لنتصالح مع الحياة ونقبل الآخر كما هو له دينه ومعتقده ولنا أيضا أما الوطن فهو للجميع”.
وعن أهمية الترويج للفن وسبل انتشار الفنان قالت الفنانة: “الأهم من الانتشار هو أن يقدم الفنان روحه ويسكب عطر معرفته وحقيقته إبداعه بمحبة وصدق على لوحاته..وبالنهاية النتاج الذي تقدمه بمحبه سيصل لقلوب المتلقين بسلاسة ويفرض مكانته”.
وختمت الفنانة مجد مكارم حديثها بالقول: إننا أحوج ما نكون للمحبة وبها وحدها سنتخطى أزمتنا الراهنة …المحبة هي الطاقة الأعلى في هذا الكون وبها سنعبر للسعادة والسلام.
صحفي سوري | خاص موقع قلم رصاص