عباس بيضون |
أي يد تستمرىء القتل ؟
بتلك البشاعة؟
اي قلب تصدّأ ؟
يشعل النيران
فى سنبل القمح
قطافه انتظار
هو القلب
مستودع الرحمة
واناء المحبة
هو أول
خافق بالأرض
العاشق الابدي
للحياة
أي يد شيطانية
تحيل الورود رماد ؟
تصبغ المآقي
بالخوف والهلع
وانت جالس هنا
تصارع
اللاحول واللاقوة
تنقر اصابعك
على الطاولة
دون وعيك
واقفا ترى
انعكاس ظلك
على البلاط
تشابكت يداك
أدميتُها
ممتعضا من عجزك
تعلو أنفاسك
يراوغك القلب بالفرار
يندلق كأسك
وتندلق الامال بالامان
افطارك الصباحي
كأس من المرارة
أغنيتك الصباحية
غصة بالفؤاد
أي احتمال ؟
الذين أمامك
بضعة منك
يسجرون
أي انتحار؟
والنار
تلتهم الحرث النسل
زرافات ووحدان
مع غبش الصباح
بالرزق والامان
يحلمون
بأي ذنب يقتلون ؟
فى وصح النهار
يفجرونَ يفخخونَ
على مجمر النيران
يسجرون
بأي ذنب يقتل العراق
كل يوم؟
هناك أوان لكل شيء
أوان للحب
أوان للفرح
أوان للحزن
أوان للموت
أوان للنسيان
وأنت اختلطت تواريخك
بأنين دمك
اختلط موتك
بموت أهلك
نَحّيتُ بطاقة لشخصين*
من يدك
وأرهفتَ السمع
للهاثها
طالعة من الآتون
بكل فزع الأرض
تستصرخ المارة
انجدوا الأحياء !
من تحت الركام
اسمعوا الموتى
الشهادة
بللوا الشفاة
لقد احترق كل شيء
اخترقّ
شغافك
هلعها
كنصل السكين
اجتزكّ من الوريد
الى الوريد
قد تكون أمك
أختك
جارتىك
صديقة الطفولة
بصوت طرزه الفزع
(الجبناء قتلوا الشعب)
مساحيقها التراب والدماء
اختنقتَ بحنقك
هرعت تترع الهواء
لتعيدك
دفقة الهواء
لرشدك
بأنين احتضارك
يسجرون بالشوارع
على مرأى العالم
على مسمع التاريخ
دجلة سيد الأنهار
يجُيد الكلام
يعلم ماتخفيه السماء
تَوَسلَها
على النيران
مُضطجعا بلادي
اعطينى عراقاً
امناً دون دماء
أعيرينى قارباً للنجاة
أصارع الأمواج
شعبى يتبدد مني
كرملي على الشواطئ
وانا هنا صمت القبور
أما ترين تقافز الاشلاء
عناقيد حمراء وسوداء
على أسطح البنايات
مصابيح
على النوافذ
قناديل
على هام الشجر
قرابين على الارصفة
عارية الصدور
فى وضح النهار
الدماء أسفلت للشوارع
أهطلي غيثا وبردا
اطفئي الحريق
كرامة للأنبياء والأولياء
بأرضه
كرامة لاهلة الطيبين
للوليد اليتيم
لغنائه الحزين
حد الشجن
لشعره
لنثره
لسرده
لعلمه
لكل ما فية جميل
أما شبع الحاقدون ؟
أما ترين
اصطبغ
الخيط الابيض والاسود
بالارجوان
زل قدم الارض
عن الضياء
وساد صبحهُ المشرق
الوجوم
بأي ذنب
يذبح العراق كل يوم؟
أغيثينى أيها السماء
ببرد وماء
يطفىءالنيران
ويعود العراق
صافيا كالسلسبيل
شاعر لبناني | موقع قلم رصاص