حكمت المحكمة الابتدائية بمسقط بسجن الكاتب والسينمائي والمثقف العُماني البارز عبدالله حبيب الثلاثاء 8 تشرين الثاني / نوفمبر 2016 بتهم التجديف على الذات الإلهية واستخدام تقنية المعلومات للإساءة للنظام العام والمساس بالقيم الدينية على خلفية منشورات له في الفيسبوك في رمضان الماضي. وعلاوة على السجن حكَم القاضي يوسف الفليتي – وهو متخصّص في القضايا الأمنية منذ 2011 – بغرامة مالية بلغت ألف ريال عماني ( حوالي 2600 دولار ).
ويرى مراقبون للمشهد السياسي الحالي في سلطنة عُمان أن الحكم مسيّس، ويندرج ضمن سلسلة من الإجراءات التي تمارسها السلطات العُمانية ضد الكتّاب والناشطين الذين كان لهم دور في اعتصامات عام 2011 كان آخرها الحكم على الكاتب حمود الشكيلي في 18 تشرين الأول / أكتوبر الماضي بنفس المدة ( أي ثلاث سنوات ) بتهمة التحريض على التظاهر.
وكان عبدالله حبيب قد اعتقل في السادس عشر من نيسان / أبريل 2016 لمدة عشرين يوماً بعد مطالبته في أحد منشوراته في الفيسبوك السلطات بالكشف عن أماكن دفن جثامين كوادر الثورة العُمانية الذين أعدموا في سبعينيات القرن الماضي. ثم ما لبث أن اعتُقل مرة أخرى في الفترة من الحادي عشر وحتى الثامن والعشرين من تموز / يوليو 2016 بتهم التجديف والإساءة للنظام العام بعد منشورات له في الفيسبوك انتقدت التدين الشكلي في رمضان والبذخ الغذائي المفرط خاصة في بلدان الخليج في الوقت الذي يكثر فيه عدد الجوعى في العالمَين العربي والإسلامي، ورفع مكبرات الصوت بآذان في المناطق السكنية المكتظة.
يُشار إلى أن عبدالله حبيب شاعر وكاتب عُماني يُعد أحد أبرز النقاد السينمائيين العرب. له عدد من الكتب توزعت بين الشعر والقصة واليوميات وأدب الرسائل والنقد السينمائي، حاصل على شهادة (Ph.D.ABD) في الدراسات النقدية السينمائية، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، بالولايات المتحدة، 2005. وقبلها على ماجستير في الدراسات السينمائية والثقافية من جامعة تكساس، بالولايات المتحدة، 1999. إضافة إلى بكالوريوس في الفلسفة (تخصص رئيسي) والسينما (تخصص فرعي) من جامعة سان دييجو ستيت، بالولايات المتحدة، 1992.. كتب العديد من الدراسات والأبحاث السينمائية، نشر جزءاً منها في كتابه “مساءلات سينمائية” الذي فاز بجائزة أفضل إصدار نقدي عُماني لعام 2010 من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.. وتَرجم إلى العربية الكتاب السينمائي المهم “ملاحظات في السينماتوغرافيا” للسينمائي الفرنسي روبير بريسون. وفي الفترة ما بين عامي 2000 و2002 قام بتدريس مساقات جامعية في “الاستشراق وما بعد الكولونياليَّة والسينما”، و”سينما العالم الثالث”، و”السينما والتغيير الاجتماعي”، و”الأنواع السينمائية” في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجيلوس (الولايات المتحدة) وجامعة أوتاجو (نيوزيلاندا). حصل عام 1991 على عضوية مدى الحياة في جمعية المفتاح الذهبي الشرفية الوطنية الأمريكية، وفي العام نفسه حصل كذلك في الولايات المتحدة على عضوية مدى الحياة في جمعية فاي بيتا دلتا للدارسين الأجانب . اختير عضوا في لجان تحكيم عدد من المهرجانات السينمائية العربية، منها مهرجان أبوظبي السينمائي، عام 2007 (تغير اسم المهرجان إلى “مهرجان الشرق الأوسط السينمائي” لاحقاً) ومهرجان الخليج السينمائي، دبي، 2007، ومهرجان مسقط السينمائي، مسقط، 2012. وشارك كعضو لجنة تقييم الأفلام الروائية السعودية القصيرة (“محطة إم بي سي”/ “مؤسسة الهدف للإنتاج الفني”)، في أبوظبي، 2014 .. وإضافة الى ذلك أخرج عبدالله حبيب عدداً من الأفلام السينمائية القصيرة هي “شاعر”، و”حلم”، و”رؤيا”، و”تمثال”، و”هذا ليس غليوناً” الذي فاز بجائزة المجمع الثقافي بأبو ظبي عام 1992 . وقد كرمته الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي للتميز في الانتاج الثقافي عام 2013. وفي العام نفسه ( 2013 ) نال جائزة الريادة في العمل السينمائي في السلطنة، من اللجنة الوطنية للشباب، وقبل ذلك بعامين فاز بجائزة الإنجاز الثقافي البارز في السلطنة لعام 2011، من مبادرة القراءة نور وبصيرة. وكان ضمن المعتصمين عام 2011 في “ساحة الشعب” أمام مبنى مجلس الشورى العُماني.
السفير العربي