عامر العبود |
هبطت طائرة ايرباص A320 في مطار الخرطوم عند الثالثة صباحاً، قادمة من دمشق، تحمل على متنها المذكور كاتب هذه السطور، وعشرات السوريين، كان عبد الرحمن وثلاثة شبان سوريين ينتظرونني عند قاعة الاستقبال، في هذه الأثناء، وصل موكب فني إلى الخرطوم، حاول (عبودة) أن يلتقط صورة مع إحداهن، لكنه لم يُفلح بذلك، لأسباب تتعلق بهيئته على ما يبدو.
المهم؛ لم يتوقف عبد الرحمن عن سرد قصته العظيمة، مذ صافحته لأول مرة في حياتي، وحتى مساء اليوم التالي، وهو يتحدث عن الوفد الفني، وعلى رأسهم نسرين طافش، التي لم تقبل أن تأخذ (سيلفي) معه، لكنه في كل مرة يضيف بعض التفاصيل الجديدة، فهي صديقته على الفيس، وقالت له أنها تتشرف بصداقته، كما وضعت صورتها مع صورته على غلاف صفحتها… إلى آخره من التفاصيل التي تدل على “متانة” العلاقة العاطفية، بين عبد الرحمن، ونسرين طافش…!
ساعة بعد ساعة، كان عبد الرحمن يزداد ثقة بروايته، ويضيف تفاصيلَ جديدة، عن علاقته بالجميلة، الفاتنة، الحسناء، المثيرة، لكنه أخيراً، بعد مرور أربع وعشرين ساعة على معرفتي به، انهار، وقرر أن يبوح بالحقيقة، حيث اتضح أن الوفد لم يكن سورياً، ولا فلسطينياً، كما لم يكن شامياً على ما يبدو، ولم تكن نسرين طافش موجودة ضمن الموكب، كما أنه لم يتصور مع الفنانات المغمورات لأن صديقه فراس لم يقبل أن يصوره، فكان الموقف صعباً بلا كاميرا أمامية، لكنه فاجأني بمحبته الكبيرة، أو ربما شبقه الشديد، عندما اختتم اعترافه بجملته المشهورة:
“دخيل ربك يا نسرين، والله لارجع ع الشام كرمالك”
ثم كررها أكثر من مئة مرة، واستبسل بالدفاع عنها كل ما حاول الشباب استفزازه، بإبداء إعجابهم بها، ليقرر أخيراً أن يرسم حرف N على ساعده، وكلما ساد الصمت في الغرفة، كسره بجملته العجيبة، “والله لارجع كرمالك يا نسرين”، لكن قبل أن ينام صرح تصريحاً خطيراً، حيث أقر أنه سيبحث عن فنانةٍ أقل شهرة، لأنه لن يحتمل أن يشاركه إعجابه بها، كل أولئك المتابعين على الفايسبوك، لكنه سرعان ما غير رأيه مجدداً، وأكد أنه سيعود ليبحث عن نسرين، ويخطفها، وأنها سيقلم أظافرها بأسنانه حسب إفادته!.
ملاحظة:
عبد الرحمن، 16سنة، وصل إلى الخرطوم قبل شهرين، وهو عاطل عن العمل، كما قام بحظر أصدقائه لكثرة كلامهم السيء عن الفنانة المذكورة.
كاتب سوري ـ الخرطوم | خاص موقع قلم رصاص