الرئيسية » إبــداع » رياض الصالح الحسين في صمته الأبدي

رياض الصالح الحسين في صمته الأبدي

منذر يحيى عيسى  |

نحنُ أبناءُ جيلٍ واحدٍ
حاولَ تلمسَ الطريقِ
إلى ينابيعِ الفرحِ والحريةِ
والطريقُ المستقيمةُ
حتماً تقودُ إلى الحقيقةْ
لكن هل الوصولُ حقيقهْ؟!
السؤالُ مشروعٌ
لأن الكثيرَ من أحلامكَ
لمَّا تزلْ
تومضُ في الرمادْ…..
*****************
معكَ
يجمعني الشهرُ الثالثُ
من العام 1954م
فصرختنا الأولى
بدأتْ معاً
وأجسادنا لامستها معاً
برودةُ هذا العالمْ…..
**************
لم نلتقِ… ولكن
أعرفُ أنَّ الصممَ، غدرَ بك َ
كما غدرَ شظفُ العيشِ
بمساحةِ عمركَ الضيقةْ…
سمعكُ مع ذلك كان مرهفاً
أكثرَ من ملايينَ تحيطُ بكَ
وأنتَ الآنَ، في المجهولِ
أقرُّ بأني قد تلمستُ :
– خراب الدورة الدموية –
معكَ وأشكالاً آخرى للخرابْ
فنحنُ جيلٌ
لم يعرفْ غيرَ الهزائمِ والوجعْ
وكنتَ تُصرُّ
أن النهايةَ قربَ الينابيعِ
ولا شيء لا شيء
سوى الحريةْ….
*************
ها نحن على المنحدر. الآخر
أحلامنا تفرُّ كعصافيرَ من الأقفاصِ
تلاحقها أسرابُ الرصاصْ
لم أشاهدكْ
ولكني أكيد بأنكَ كنتَ :
” بسيطاً كالماء، واضحاً كطلقة مسدس “
تفردكَ في فضاءاتِ الرؤيا
ومملكةِ الشعرِ، من هنا جاءَ
والصراخُ لمَّا يزلْ قائماً
وأشهدُ أنكَ وحيداً كنتَ
” وعلاً في غابة “
يكتبُ أناشيدهُ
ممارساً طقوسَ حريتهِ
كما رسمتها يداه
و ” أساطيرك اليومية. “
كانت تحاكي واقعاً
تحولَ إلى أساطيرْ…
يجمعنا ميلاد مشترك
لكن :21 / 11 / 1982 م
فرقنا وحررَ روحك،
من سياجِ الرغباتِ
فدخلت في صمتك الأبدي
وحُرمتَ من لذائذِ الحياةْ
فهل في الموتِ لذه؟!
وهل برودةُ القبرِ تغويكَ لترددَ :
للمرة الأخيرة :
” كم هي لذيذة حياة الأحياء “
نذكرك وفق رؤياك :
” الموتى بحاجة لمن يذكرهم “
نذكركَ، فأنت
حاضرٌ أكثرَ من ملايين اللاهثينَ
في زمنٍ. يخوضونَ
وهمَ الســـــــــــــــــرابْ…

شاعر سوري  |  خاص موقع قلم رصاص

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

سرابٌ بطعم الوطن

دَعُوهَا ليّسَ لَهَا مُسْتَقَرٌّ في ظلال ِ الياسيمن سرابُهُم في كفِّه وطنٌ التيه: هل من …