وجدتها، صرخ الرفيق «ڤيكي» بعد أن حكَّ أرنبة أنفه، ليس هناك أفضل من هذه الفكرة للتخفيف عن أحباء قلبي المواطنين، بما أننا لم نستطع السيطرة على الفئة القليلة المتمثلة بالتجار علينا أن نفرض سيطرتنا على المستهلكين، فرص السيطرة على المواطنين أسهل بكثير من محاولة السيطرة على التجار.
أرسل على الفور بطلب الصحفيين ووسائل الإعلام ليبلغهم بالاكتشاف العظيم.
سأل صحفي ما هي الفكرة؟
الفكرة هي كالتالي، بعد فشل نظام التقشف الذي أطلقته وزارة المالية قبل أشهر وقد كان فيه أخطأ لا تُغتفر، لم يراعها القائمون على تنفيذه، وهذا ما جعله مدعاة لسخرية المواطنين، ومن تلك الأخطاء التسمية، لقد اسموه برنامج «التقشف». تصور أنك تحاول إقناع مواطن بالتقشف!، حتماً لن يقبل الأمر، وسيسخر منه، إن الفكرة التي خطرت لي تشبه إلى حد ما فكرة وزارة المالية لكن بروح العصر، وتلامس وجدان المواطن، وهذه الفكرة تتمثل بالترويج لـ«الريجيم الوطني»، لن يجزع المواطن حين يسمع بالمصطلح الجديد، فأغلب المواطنين يخصعون لريجيم إرادي حتى يخففوا وزنهم، وكلمة الوطني ترفع الحس بالمسؤولية عند مواطننا وتعزز فيه روح المبادرة، ليبدأ منذ اليوم تعميم برنامج «الريجيم الوطني» على جميع فئات الشعب.
وبالنسبة للمسؤولين رفيق؟
لا طبعاً، لا يخضعون لهذا البرنامج لأسباب عدة، المسؤول ليس من عامة الشعب، ثم إن لديه المال ما يكفي لإجراء عمليات شفط دهون دورية لذلك ليس بحاجة للريجيم، وحسه الوطني عالي جداً ليس بحاجة لمن يرفعه له لذلك يُستثنى.
حسناً لكن ماذا عن أولادهم؟
سؤال غبي كيف سيشمل الأولاد وأغلب أكلهم «همبرغر» و«كنتاكي» «وغوردون بلو»؟ وبما أن الريجيم وطني بامتياز قد استثنينا تلك المأكولات الإمبريالية الرجعية من أي برنامج وطني.
لم يجد عباقرة سورية حلاً لأزمة مواطنيهم الاقتصادية، والضائقة المالية التي يمرون بها سوى بتعميم تجربة «الريجيم الوطني» التي جادت بها مخيلة أحد المسؤولين في الدولة والمجتمع.
وأسهب الرفيق المسؤول في شرح ماهية هذا الريجيم وآليات تطبيقه دون أن يحدد مدة زمنية لنهايته، إذ يمكن للمواطن الإحجام عن شراء اللحوم والاكتفاء برؤيتها والتلويح لها من بعيد، وكذلك يُسمح له بالتقاط صور بوضعية «سيلفي» مع الفواكه والخضار، وعليه أن يترك كل ما لا يمكنه شراءه لأخيه المسؤول. ويُعد هذا الابتكار الأول من نوعه في دول الشرق الأدنى إذ لم يسبق أن أطلقت أي حكومة من حكومات المنطقة العربية والإقليمية برنامجاً لـ«الريجيم الوطني»، وهذا يُعتبر إنجازاً غير مسبوق نرى ضرورة السعي لتسجيله في موسوعة غينيس باسم الرفيق «ڤيكي» صاحب الأفكار العبقرية، مما يتيح المجال للجامعات في مختلف أنحاء العالم الاستفادة من هذا الاكتشاف المذهل.
مجلة قلم رصاص الثقافية