عندما أعلن القائمون على جائز الشيخ زايد للكتاب عن القائمة القصيرة المرشحة لنيل الجائزة في الأول من شهر آذار / مارس الماضي، كانت رواية السورية لينا هويان الحسن «البحث عن الصقر غنّام» الصادرة عن دار الآداب للنشر والتوزيع، بيروت 2015، تتصدر تلك القائمة في فرع أدب الأطفال واليافعين، وتتنافس مع روايتين لبنانية حملت عنوان: «طائر الوروار» للكاتب اللبناني حسن عبد الله، من منشورات أكاديميا إنترناشونال، بيروت 2015، والأخرى سعودية حملت عنوان: «عيد في إبريق»، للكاتبة السعودية نوف العصيمي، صادرة من منشورات كادي ورمادي للنشر والتوزيع، جدة 2014.
إلا أن الصحفية ليلاس سويدان التي تعمل في صحيفة القبس الكويتية كان لها رأياً مُغايراً لرأي لجنة التحكيم، فقد كتبت مقالاً في الصفحة الثقافية حمل عنواناً استفهامياً: «لينا هويان الحسن تقتبس حرفياً..البحث عن الصقر غنّام أم البحث في ويكيبيديا؟».
أوردت ليلاس سويدان في مقالتها مقتطفات من رواية «البحث عن الصقر غنّام» مؤكدة أن هذه المقتطفات مأخوذة من الموسوعة العالمية ويكيبيديا، ومما جاء في مقالتها نقتبس، “الفقرات هي مادة علمية في وصف بعض الحيوانات أو التعريف بها. ومنها صفحة 63 التي تصف «ظباء المها»، وكذلك فقرة من حوالي تسعة أسطر في صفحة 28 تصف الكلب السلوقي. بينما كل المعلومات عن النعامة في صفحتي 51 و 52 و53 هي من الويكيبيديا أيضا ومنقولة حرفيا في أغلب الفقرات وبتصرف بسيط في فقرات أخرى.
حتى وصف الثعالب في صفحة 70 من الرواية بجملة «إنها حيوانات متوحدة، كائنات مفترسة منتهزة للفرصة»، هو وصف مذكور حرفياً في صفحة «ثعلب» على ويكيبيديا. وكذلك المعلومات في صفحة 89 عن جربوع الصحراء مأخوذة كفقرة كاملة حرفيا من موقع «الموسوعة.كوم».
وبالمناسبة ما هو مكتوب في صفحة 25 و26 عن صيد «الطرح»، وهو طريقة من طرق الصيد بالصقور هو جزء من رواية «سلطانات الرمل» للروائية لينا هويان الحسن صفحة 184.” انتهى الاقتباس.
وأضافت سويدان في مقالتها: ” جميل أن تقدم الروائية في روايتها الأولى للفتيان والفتيات والمرشحة لجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل
الطفل، هذا الكم من المعلومات العلمية عن حيوانات الصحراء، ولكن جيل الانترنت الذي يعرف البحث عبر غوغل، والذي يفترض أن يتم تشجيعه على الاستزادة، ألم يكن من الممكن الإشارة له أن هذه المعلومات مجرد «مقتطفات» من مادة علمية أكبر يمكن للقارئ الصغير التوسع فيها عبر البحث، مادامت الكاتبة منشغلة في روايتها كم يبدو بتعريف القارئ على العالم الطبيعي للصحراء وكائناتها؟!”.
بدورها لم تسكت الروائية لينا هويان الحسن وكتبت رداً لجريدة القبس نقتبس منه: “بالتأكيد لأجل الكتابة عن الصقور لا يتحتم عليّ اقتناص صقر ومعاينته وتشريحه وقياس جناحيه وطول ذيله بالمسطرة لأجل أن يكون من حقي كتابة المعلومات.؟!
لا يخفى على أي ناقد محترف أو حتى قارئ عارف أن الطريقة التي تمت فيها محاكمة عملي «البحث عن الصقر غنام» كفيلة برمي أكثر من نصف الأدب العربي والعالمي بسلّة المهملات.
أتحدى أي ناقد مختص أن يثبت أني ارتكبت مخالفة أدبية حقيقية في «البحث عن الصقر غنام»، حيث كتبت نصّاً معرفياً بقالب أدبي مهمته تثقيف الطفل واطلاعه على معلومات دقيقة وسليمة وصحيحة، وغالب المعلومات ذكرت على لسان البطل كمعلومة تارة قالها له خاله وتارة قالتها جدته، أي لم أزعم أني ولدت من بطن أمي وأنا أعرف كل شيء. يا حبذا لو تبذل جهوداً موازية لجهود الكاتب العربي الذي يستحق نقداً لا محاكمة ومقاضاة لا مبرر لها. باختصار عندما نقطف زهرة من حديقة جارنا علينا أن نستأذنه لكن قطف زهرة من البرية أمر طبيعي ومن حق الجميع”.
رغم ردها على ما ورد في مجلة جريدة القبس إلا أن غضب الحسن بدا واضحاً وعبرت
وعبرت عنه من خلال صفحتها الشخصية على الفيسبوك، وكتبت: “كما الكون، غيرة المرأة من المرأة شاسعة لا حدود لها، فما بالكم إذا ارتدت المرأة الغيورة والناقمة قفازات النقد”. وفي بوست آخر كتبت: “الموشومون بالكره، بالحقد، بالنقمة، اولئك الذين فشلوا بصياغة أحلامهم، فينتقمون من أحلام الآخرين، اولئك الذين لم يفلحوا بأن يكونوا أكثر من سحابة خريفية ثقيلة، تحجب الضوء دون أن تمطر، اولئك الكلاب التي تعيش حسرتها وهي ترقب القوافل التي تبلغ الواحات المفقودة”. وكتبت أيضاً: وتخب القافلة في بيداء الأزل تتبع القمر الجميل الذي لا يسمع نباح الكلاب”.
رغم أن الروائية لم تذكر الصحفية بالاسم لكن كانت الإشارات واضحة عبر التعليقات، ولا تُلام الحسن لأن جائزة الشيخ زايد للكتاب قد حجبت جائزة أدب الطفل لهذا العام، وقد كانت روايتها قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالجائزة، إلا أن ليلاس سويدان ولأسباب غير واضحة وقبل أيام قليلة من إعلان النتائج النهائية للجائزة أطلقت نيرانها على الصقر غنّام فأردته قتيلاً!!.
مجلة قلم رصاص الثقافية