١ ثمة ملاك، أو هذا ما نظنه لأنه يرتدي لباساً أبيض، ينشر حوله هالة نورانية، تُحيطه لفافات من الأوراق، بيده واحدة، يقرأ منها، اللفافة طويلة طويلة، لا نرى نهايتها.. جمهور بلا ملامح، أشباه بشر، يصفقون لكلماته الزرقاء.. في البعيد وراء الملاك، سياج حديدي أسود، وبوابة ضخمة يحرسها ملاكان بسيوف ملتهبة، …
أكمل القراءة »“طهمازية” الجحيم!
مات، ولنقل: نفق أو فطس، مراعاةً للدقة اللغوية فقط، ذاك أن الكلمات لن تغيّر وضع طهماز، وهو لن يشعر بالسوء، فقد صار جثةً هامدةً، يحوم الذباب حولها، وسيأكلها الدود..! قبل أسبوع، جرى طهماز مذعوراً، مرتبكاً، اختبئ خلف شجرة الكينا الكبيرة، وراح يراقب سيارات الزيل العسكرية، التي راحت تتقيأ حمولتها من …
أكمل القراءة »أنا وليلى والذئب…!
مغتبطاً، مبتهجاً، متنكّباً الأمل، مشيتُ نحو المكتبة، تدثرني مشاعري الجميلة، فمحمد ابني البكر الذي منحته اسم والدي صار في الصف الأول، وأريدُ شراء دفاتر وأقلامٍ له، كانت المكتبة تغصّ بالأطفال، وكان هناك امرأةٌ تمسك ابنها من يده بحرصٍ شديدٍ، صاحبُ المكتبة مشغولٌ بتلبية طلبات الصغار، فوقفتُ منتظراً دوري في طابور …
أكمل القراءة »المطر، والريح، والليل…!
الشوارع خاليةٌ من المارة، يدثرها المطر والريح والليل. وثمة طفلٌ وحيدٌ، يسير حافي القدمين، أسماله المبلّلة تلتصق بجسده النّحيل، وفي ذاكرته تتوهّج امرأةٌ لها رائحة الدّفء، وطعم الحنان، يبتسم الطّفل، فتضحك امرأةُ الذاكرة، يزداد توهّجها، تندفع كشلّالٍ من الضّوء يغمر، فيختفي الشارع والأشجار وأعمدة الإنارة، ولا يبقى إلا الطّفل والمرأة، …
أكمل القراءة »الهوتة !
مطفأة الأضواء، تغطيها طبقة رقيقةٌ من طينٍ جاف كطلاء، تتوقّف سيّارة دفعٍ رباعي، تندمج مع الأرض التّرابية العارية إلا من أشواكٍ جافّةٍ، صفراء، متناثرةٍ دون انتظام، يترجّل من السّيّارة ثلاثة ملثّمين، يتنكّبون بنادق حديثةً، وينثر القمر رذاذاً فضّياً على لباسهم الأسود، فيبدون أشباحاً انبجسوا من باطن الأرض، يندفع أحدهم إلى …
أكمل القراءة »