الرئيسية » د. حسان الجودي (صفحه 2)

د. حسان الجودي

د. حسان الجودي
شاعر وكاتب سوري، حاصل على إجازة في الهندسة المدنية من جامعة دمشق, ودكتوراه في الهندسة المدنية من جامعات بولونيا. عمل مدرساً في قسم الهندسة المائية، بكلية الهندسة المدنية - جامعة البعث. حاصل على جائزة سعاد الصباح للإبداع الشعري عام 1994 عن مجموعته مرايا الغدير.

عشق شامي سماوي

حسان الجودي  | لمحها تحاول جاهدة إيجاد التوازن بين المشية الأنثوية الأنيقة وبين حقيبتها القماشية السّماوية الكبيرة. كانت الحقيبة تبدو ثقيلة عليها، فوجدها فرصة سانحة للتحدث مع تلك الصبية الدمشقية المطرزة ببتلات الورد الشامي. حياها بلطف وطلب منها أن تسمح له بمساعدتها في حمل الحقيبة. كان أمراً غريباً أن تقبل. …

أكمل القراءة »

النكتة الأخيرة

أنتمي لمدينة حمص السورية، وهي مشهورة بخفة الدم والطرائف التي يبرع الحمامصة في روايتها حتى لو كانت تمسهم بشكل ذاتي وتنتقص من قدراتهم العقلية. وحين كنت فتى أقطن في باب تدمر، أحد أحياء المدينة القديمة،، تساءلت عن سبب هذه الخفة الوجودية التي تصبح مزعجة في بعض الأحيان. سألت معلمي الأول، …

أكمل القراءة »

قلادة السُّخام

تداعى إلى جميع سكّان المدينة، خبر احتراق حيِّ الآباء والأمهات بأكمله. وتمت الإشارة في تضاعيف الخبر، إلى احتراق مصنع حبوب منع الحمل الضخم في الضاحية، وانتقال النيران الهائلة إلى حي الآباء والأمهات، فصار أثراً بعد عين. أسرعتُ أهاتف زوجتي وطلبت منها إحضار الأولاد بسرعةٍ من المدرسة، ثم التقيت بهم في …

أكمل القراءة »

خالٍ من الحياة

أشعر بالغرابة فعلاً، فنصوصي خالية من الدجاج والأرانب وحقول السبانخ والبيوت الطينية ومعابر التفتيش والقرويين الذاهبين إلى المدينة لبيع حظوظهم من تراب القرى الملوث بالمجارير والأوبئة الغامضة، التي يصفها الشيخ بأنها عقوبة لتاركي الصلاة. نصوصي فارغة أيضاً من شقق المدينة المزدحمة، ورائحة الشجارات العائلية المستمرة، ومشاكل انتشار الصراصير في بنايات …

أكمل القراءة »

حمص بلا نكات !

يحنّ سكان حمص، إلى الغوطة والدبلان وحلاوة الجبن وسندويش (كريش) ومخللات (الأبرش). أنا أحنّ إلى سوق (الجاج) وبالتحديد إلى حاويات القمامة فيه التي كانت تلقى فيها فضلات تنظيف الدجاج وبقايا الجزارين. كان السوق لمن يذكره، من أقذر أسواق حمص. وكان ملاصقاً لبائعي الكاسيت والضجيج المرعب الذي يملأ الهواء. أحنّ إلى …

أكمل القراءة »

ثقافة الأصنام

نحن أمة مريضة بالشعراء، ومريضة بالطاغية. أتساءل عن علاقة محتملة بينهما، فلا أجد إلا صناعة الأصنام. يحب الشعراء الصعود إلى المنابر، ولبس الياقات المنشاة بالتهريج الخفي واستدراج التصفيق والآهات. يحبون كثيراً أن تقدم لهم المدائح مشفوعة بالتقديس والعبادة. وكنصف الهٍ، يتجول الشاعر في حارته ومدينته وهو ينظر شزراً إلى العوام. …

أكمل القراءة »

توت شامي أزرق !

درس اللغة  يتحدث الإيطاليُّ في درس اللغة بلكنته المحببة عن فريق (انتر ميلان). بينما ترسل عيناه الضاحكتان إشاراتِ الحصاد إلى حقول حنطة الصبيّة التركيّة. يقول البرتغالي أنَّ معنى (كويلو) هو الأرنب. وينصحنا بقراءة روايته الشَّهيرة “الخيميائي”. يقفز الأرنب بين ساقيِّ البنت الصينيّة التي تحسن الرسم ويدخل إلى لوحاتها. فتضحك البرازيليَّة …

أكمل القراءة »

السقوط

والكآبةُ تفحُّ في رأسكَ، وتنفثُ سمومها السّوداءَ فتجري في أعضائكَ، وتجرفُ معها الرطبَ اليابسَ الذي يتطايرُ دون جاذبيّةٍ خبطَ عشواء، من يُصبْه كمنْ يخطئْه،  يحرّكْهُ نحو المصبِّ. من أنتَ ؟ وماذا تفعلُ في هذا العالم وحيداً، ومليارات الثقوبِ السَّوداء تدعوكَ إلى السُّقوط في فوّهات العدم. يطاردكَ حلمُ السُّقوط منذ طفولةٍ …

أكمل القراءة »