أضحكني أحد أصدقائي الذي لا يقرأ عادة بجديّة واهتمام، نظراً لطبيعة مزاجه، وعمله في التقنيات الإلكترونية، لكنه حين زارني في منزلي رأى بعض الكتب هنا وهناك، علّق باهتمام: “بدي كتاب يطلعني من الحالة النفسية السيئة يلي أنا فيها..؟” أجبته ببساطة: “الكتب لا تداوي يا صديقي، بل تزيد علة البني آدم …
أكمل القراءة »“الثقافة المصروعة”
حسناً، من يدير وزارة الثقافة في أي بلد على وجه الأرض؟ الجواب: وزير الثقافة..! يبدو جواباً اعتباطياً، لأن الوزراء عادة في الحكومات العربية هم عبارة عن “دمى” تحركها القيادة العسكرية الأمنية التي تحرك أيضاً الخطاب السياسي وتفرض على الشعب تبنيه بوصفه “خارطة طريق” دعونا نتجاوز قصص التحريك تلك، وننظر إلى …
أكمل القراءة »فضاء الكارثة
كانت رغبة النشر والوصول إلى الناس، القراء، تصيب الكاتب الجديد بعد نصوصه الأولى، خصوصاً حين ينتهي من هضم الأصوات الأخرى التي كانت تعيق هويته ومناخه العام، كما يتراءى له! فالنشر آفة النضوج، كلما أيقن الكاتب بعد نشر نص جديد له، أن ثمة ما يمكن تعديله هنا، وحذفه هناك، بانت على …
أكمل القراءة »لعنة الخواء وبهائم الثقافة
يقف شاعر “مناضل”، فلسطيني، بشعره الأبيض على منابر المؤسسات الرسمية في سورية ليمدح مليشيات القائد وانجازات الحركة الإنقلابية – “التصحيحية”، بينما يجلس “مخرج مسرحي” محنط في نينار آرت كافيه، يحرك بوصلة المعارك “التطبيقية” لفحص الشاعرات كي يعلّمهنّ فن الإلقاء الشعري! في منزله، متذرعاً بضعف اللغة العربية لدى الشاعرات الجديدات بصورهنّ …
أكمل القراءة »تراجع الثقافة أثناء الثورات العربية: “قداس السقوط” نموذجاً
ألهم “الربيع العربي” العالم تاريخاً جديداً بدأت الأقلام بتدوينه منذ شرارة “البوعزيزي” في تونس، حيث وقف المثقف جانباً كمراقب في مشهد يحاول اللحاق به، تحول فيه الشارع إلى خالق حياة أخرى وثقافات مختلفة عما كان سائداً طيلة النصف قرن الماضي، وكتاب “قداس السقوط” للشاعر والباحث الجزائري أحمد دلباني (دار التكوين2012) …
أكمل القراءة »دوبلاج الدراما: تجارة الأصوات
تُرى أي أبوة فنية خلقت ذاك السوق التجاري الضخم للأعمال الأجنبية؟ سواء كانت تركية أم مكسيكية أو غيرها؟ أليست هي عولمة بصرية بشكل أو بآخر..؟ ربما اختارت شركات الإنتاج تصدير أعمال من كل أنحاء العالم بسبب قحط الفكر المحلي أو العربي وعدم مقدرته على تقديم أعمال درامية مختلفة، فتكلفة دوبلاج …
أكمل القراءة »مثقف بالعتاد الكامل!
يثير الإستغراب هذا الإنسياق القطيعي الذي يمارسه المثقف خلف الحذاء العسكري، فصاحب الدواوين الشعرية والرواية والمجموعة القصصية الذي كان على سجال كبير مع زملاء الكار حول أهمية فصل السلطات والتفريق بين الحياة المدنية السياسية والثقافية والحياة العسكرية، تراه اليوم يسقط تدريجياً إلى هاوية التدجين الإجتماعي الذي تشتغل عليه معظم الأنطمة …
أكمل القراءة »عالبال… الذي يفقد
لا تسجل الأمكنة توقيعها على ذاكرتنا إلا حين نفقد موسيقاها، نبتعد عن منظر الكراسي والخشب المعتق ورائحة العيون الشهية. ترقّب خلف أحواض النبات الخائف، وشباك يطل على صالون كبير في أعلى زواياها لوحة لعتاب حريب اسمها (فيروز). وجوه دمشقية ترتب الطاولات بضحكات عذبة. نمر فوق الهواء البارد لأيام السنة الأولى، …
أكمل القراءة »رولا أبو صالح: طفولة لا تكتمل
قد يعكس الأطفال ثقافة المجتمع الذي أنشأهم، وأحياناً في ظروف الحرب تصبح وجوه هؤلاء أخباراً عاجلة أو ربما حدثاً يستثمر الإنسانية في ألمهم وحاجتهم ويصدّرها أفكاراً هاربة من جحيم الدمار النفسي. ولكن هذه المرة تطل من سورية رولا أبو صالح (1982)، فنانة تشكيلية شابة لتقدم مقترحاً فنياً بأسلوب واقعي لانفعالات …
أكمل القراءة »نزيه أبو عفش وحداد احتفاءً بالغياب…وسلاماً للموت
يسعى الشعراء إلى النهايات، كأنهم يحتفلون بالحياة على طريقتهم الصاخبة، يعيشون كل يوم كأنه يومهم الأخير! يتناول بعضهم أكثر القضايا عدمية ورعباً، كأنه يقولون للقدر “نحن نسدد نحو تعبك، وأنت تصطاد الناس”.. القدر هنا هو: الموت. قانون يختم مشوار حياة البشر، يتنقل من شخص إلى آخر ولا يمكن أن يتعافى …
أكمل القراءة »