حدثَ أنّي كنتُ في زمنٍ ما طفلاً وأغلب الظن بريئاً. ومبكّراً وُضِعتُ في اختباراتِ ربّما كان يجدر بها الانتظار بضع سنوات أخرى.. كنتُ في الصف الأول فقط. في ذلك الزمن كانت ألعاب الأطفال بمعظمها لا تتطلب أكثر من ساقين سليمتين تطلق لهما العنان للركض والقفز والركل. مرّة كنّا نلعب “الركّيدة” …
أكمل القراءة »ليلة في رأس مهووس
-“ستشتاقُ إليّ؟”، سألتْ سلمى بصوت متهدّج. -“ليس مهمّاً”، أجاب آدم مصطنعاً اللؤم والتماسك، دون أن يتمكن من النظر في عينيها. -” سأشتاقُ إليكَ في كل ثانية.” -“هذا شأنكِ.”، ردّ بنفس النبرة وهمّ بالمغادرة. شعرَ أنْ ليسَ بإمكانه البقاء لدقيقةٍ أخرى. غادرَ هكذا دون أن ينظر إليها، دون أن يتحسّس وجهها …
أكمل القراءة »فودكا مغشوشة لحوار بنّاء (2)
..وبعد 9 أشهر، التقى حازم و آدم مجدّداً لشرب الفودكا، آملين ألّا تكون مغشوشةً جدّاً هذه المرّة، ودار بينهما الحوار التالي: -“إذاً.. 9 أشهر يا رجل؟ أين كنتَ بحقّ الجحيم؟ هلْ كنتَ حاملاً؟” قال آدم. -“بل أسوأ من ذلك، كنتُ واقعاً في الحب”. أجاب حازم. ضحك آدم بصوتٍ عالٍ لا …
أكمل القراءة »في انتظار أن يأكلنا “الزومبي”
لا شيء مهمّاً هنا، لا ” أكشن ” على الإطلاق. في هذا البحر ليس هناك أسماك قرش، فلا خطر أن تهاجمك إحداها وتلتهم ساقك مثلاً، لتقضي بقية حياتك على عكازين أو بطرف اصطناعي جميل، ناعم الملمس، مثيراً إعجاب الجميع بقدرتك الهائلة على التأقلم مع إعاقتك الجديدة. هنا قد يصطدم بوجهك …
أكمل القراءة »الأحمق !
كَكُلِّ يوم، فتح الأحمق عينيه على نفس السؤال: “من أنا؟ أين أنا؟”. لم يعرف أبداً كم كان يستغرق من الوقت ليتذكّر الإجابة. و إن كانت المدة تختلف من يوم لآخر، فقط كان يأمل أنها ليست آخذة بالازدياد فذلك إن حدث سيكون مؤشراً مقلقاً فعلاً. وكَكُلّ يوم وبعد أن يتذكّر من …
أكمل القراءة »فودكا مغشوشة لحوار بنّاء
-” لماذا لا يتوقف البشر عن الموت فحسب. ” قال حازم دون مقدّمات و مسحة حزن تعلو وجهه. -” ما الأمر؟ هل تعاني خطباً ما؟. ” ردّ آدم باستغراب. -” لمَ تقول ذلك؟” -” لأنّك كدتَ تبدو إنساناً، و أنتَ معاذَ الله أن تكون كذلك” -” آسف يا رجل، بالطبع …
أكمل القراءة »عن الحرب الباردة وخزان الماء
كان ذلك في الثمانينيات، يوم اتخذت الحرب الباردة منحى شديد الخطورة إذ وقف العالم برمّته على شفير حرب نووية، حدث أنّي كنت واقفاً في ذات اليوم على شفير من نوع آخر لا يقل أهمية عن الأول، في القرية المنسية بعيداً في الجبال، هناك حيث لم أكن أعلم أننا كبشر مهددون …
أكمل القراءة »سيرة حياة قادمة
أعرف أنه في حياة قادمة سأكون الابن البكر للدون إدواردو مانويل دي فرانشيسكو. المكسيكي المحترم، رائد صناعة النبيذ، المالك لأراضٍ تمتد من سانتا روزا حتى تخوم غوادالاخارا. وهذا يعني الكثير من الأراضي و كروم العنب. بعد بلوغي السابعة عشرة بقليل سيتحدث إليّ الدون إدواردو أثناء جلوس العائلة إلى مائدة العشاء. …
أكمل القراءة »