مقدمة تاريخية: الصالة التى كانت تزهو بالألوان صارت قاتمة، والساعة التى كانت تملأ البيت حركة وضوضاء ماتت ودفنت على الجدار.. كل شئ أصابته القتامة.. حتى هو الذى اعتاد أن يفتح شباكه كل صباح لتدخل إليه حرارة الشمس وأنغام الطيور ونسمات الهواء المغمسة بالندى.. انعكست فجأة صورته على مرآته، ثم على …
أكمل القراءة »لعبة الموت
في طفولتي.. لعبنا لعبة غريبة لمرة واحدة، فقد اجتمعنا – نحن الاخوة الخمسة – لتوقع من منا سوف يموت أولا.. وقتها كان أحد أعمامنا قد مات قبل اجتماعنا بيومين، وتجمع أبي وباقي الأعمام والعمات للقيام بواجبات الدفن وتلقي العزاء، مما حفز لدينا محاولة استقراء الغيب وقراءة المستقبل.. فتوقع أخي الأكبر …
أكمل القراءة »مرسوم كفكاوي
لم يكن بمقدور السيد “فرانز كافكا” أن يحدد صاحب اليد التي سحبت جسده الأهيف وأجلسته على كرسي عرش ملكي، خطفته كما تخطف يد القدر الروح من الجسد، وجد أن الحرس. الجنود. الحاشية يحفونه في البهو الواسع، جاءه صوت غليظٌ له دوى أحدث ذبذبات هائلة: أنت هذه الساعة ملك..ِ. ملككك. ساعة …
أكمل القراءة »“درب الأراجيح مغلق” حسن العاصي… يربّي عشق الانتماء بروح مغتربة
بعد دواوين “ثرثرة في كانون” و”أطياف تراوغ الظمأ” و”خلف البياض” و”امرأة من زعفران”، وعلى امتداد خارطة إبداعية لافتة، وبحسب المستشفّ من مجمل منجزه الشعري الجدير بالغوص فيما ورائيات اللون، وسراديب الحكي المكتظة بالبياضات المثرثرة بوجعنا العروبي، ما ينفكّ الشاعر الفلسطيني المغترب حسن العاصي يسلك دروب الإخلاص للغصن الأول، بما الكلمة …
أكمل القراءة »في مديح النيكوتين
التدخين سبب رئيسي للإصابة بسرطان الرئة. هذا ما تردد السيدة (جو ويل) دائماً، لكن زوجها السيد فيليب، لم يمت فعلياً بسبب ذلك، صحيح أنه أصيب بهذا المرض، لكنه مات لسبب آخر، سكته قلبية كما أشار تقرير الطببب الشرعي. وفي تلك الليلة دخن آخر سيجارة عند منتصف الليل، ولم يكن الرجل …
أكمل القراءة »شهوات اللغة وشعرية الجسد في رواية “العطار” لنصر سامي
روعة سنبل | “يا سادة يا مادة، يدلنا ويدلكم على طريق الشهادة، سأحكي لكم فيما يلي حكاية جمال الدين العطار..” في حين تحيلنا هذه البداية إلى ما يشبه حكايات الجدات، ببناءاتها التقليدية، فإن الأمور سرعان ما ستبدو مع التقدم في القراءة مختلفة تماماً، إذ تتطلب رواية العطار( الآن/ ناشرون وموزعون …
أكمل القراءة »عندما كانت الرقة “عاصمة للخلافة”
وصلت كراج الرقة، حملت حقيبتي وأخذت تاكسياً إلى شارع المنصور، فابنتي تسكن فيه، وأنا أريد زيارتها، انطلقت السيارة إلى الشارع المذكور، كنت أراقب حركة الشارع والناس من خلال نافذة السيارة، لم يتغير شيء فقط تحوّل شارع المنصور إلى مجرّد صرافين وشركات تحويل أموال، حتى صاحب دكان الكوي أضاف إلى محله …
أكمل القراءة »“فردقان” القلعة التي شهدت اعتقال ابن سينا، وفيها تعرّف على أجمل نساء الدنيا
“يأتي ابن سيناء راكباً بغلة هرمة، مفكوك العمامة، مكشوف الرأس، كسير النفس، خجلاً من هيئته، ومن السلسلة الصدئة التي تقيد قدميه ويديه”. لقد جاء به الحراس وسلموه إلى منصور المزدوج هو ورسالة تقول : “اكرمه ولا تهنه” وعلى هذه الخلفية تدرج رواية يوسف زيدان وتتابع فيها حكاية الصراعات السياسية والعسكرية …
أكمل القراءة »“السوريون الأعداء”.. فوّاز حدّاد يحفر في ذاكرة بلاده
ينطلق فوّاز حدّاد في روايته ” السوريون الأعداء ” من شارع النصر في دمشق، فلا شيء يعكر هذا الصباح سوى اشتباك بين مسلحين ودورية للأمن، وقد خلّف هذا الاشتباك قتلى وجرحى ودمار… أو تفجير سيارة في شارع قريب، أو سوق مزدحم بالناس، إنّ توقع الخطر يشل الحياة أحياناً، غير أنّ …
أكمل القراءة »الهوتة !
مطفأة الأضواء، تغطيها طبقة رقيقةٌ من طينٍ جاف كطلاء، تتوقّف سيّارة دفعٍ رباعي، تندمج مع الأرض التّرابية العارية إلا من أشواكٍ جافّةٍ، صفراء، متناثرةٍ دون انتظام، يترجّل من السّيّارة ثلاثة ملثّمين، يتنكّبون بنادق حديثةً، وينثر القمر رذاذاً فضّياً على لباسهم الأسود، فيبدون أشباحاً انبجسوا من باطن الأرض، يندفع أحدهم إلى …
أكمل القراءة »