أطل من النافذة.. على الأرض الترابية تحتي سمكة صغيرة تتقلّب مثيرة غيمة صغيرة جداً من الغبار، لا أستطيع إبعاد عيني عن السمكة إلا لثوان لأنظر إلى أعلى لأتأكد إن سقطت من السماء. يقترب منها طفل في العاشرة تقريباً وينظر، بات تقلّبها أكثر بطئاً وأقل حيوية، نراقبها كلانا، هو من مكانه …
أكمل القراءة »يوميات حرب أهلية طائفيّة بمحليّة (35)
أطلي أظافر قدمي بالأحمر وأنا أفكر بهذا اليوم وكيف مرّ.. فلم أكن أتوقع من سائق التكسي الذي ركبت معه أن يعرف موقع مشفى يافا، بل حتى شعرت بأنه سُرّ حين ذكرت له العنوان وقال: – عملت عملية اللوزات لولادي التنين هنيك.. – منيح.. أصبح ما في داعي لحتى دلّك.. واسترخيت …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهليّة بمحليّة (34)
ماذا لو نبتت داخلي شجرة كرز.. وأزهرت؟ في جزء من الثانية وأنا أراقب الزينة الحمراء المدوّرة الشبيهة بعناقيد الكرز على أشجار الميلاد عدت بذاكرتي لثوان إلى طفولة بعيدة، حينها.. كنا نسير في السوق أنا وأمي، في مدينة الطبقة التي باتت الآن أكبر معسكر لتدريب أشبال الخلافة في ولاية الرقة، كنت …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (33)
أنظر من نافذة الباص وأراقب جبال القلمون على الطريق الواصل بين دمشق وحمص، بعض قممها عند النبك مغطاة بالثلج، حين كنت صغيرة كنت أتخيل أن سلسلة الجبال هذه تنين نائم لا يظهر منه سوى حدبات ظهره، أبحث عن رأسه فلا أجده. عند دوار تدمر وعلى الخط العسكري بانتظار مرور الحاجز …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (32)
في البهو المؤدي إلى قاعة مسرح العرائس واجهة زجاجية كبيرة تعرض فيها الدمى المشاركة بعروض مرت على هذه الخشبة الصغيرة، بينها الفئران والطباخة وكذلك أحصنة مسرحيتي “الدجاجة السوداء” التي رقصت على خشبة مسرح القباني لتأخذ أليوشا أو “سوزي الوردة” كما كان يسميها آدم ذو الست سنوات في رحلة عجيبة داخل …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (31)
بتّ أشرد كثيراً مؤخراً مثلاً: بدل أن أحمل بيدون الماء الذي أحضره أبو العز من فسحة الدرج لأضعه في المطبخ، أحمل البيدون المليء من المطبخ لأعيده لأبي العز بدل الفارغ. أو مثلاً: بدل أن افتح باكيت السجائر بشكل طبيعي كما يفعل جميع المدخنين، أنزع عنه غلافه الشفاف بالكامل وأنا مقتنعة …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهليّة بمحليّة (30)
بيروت.. نجلس على الشرفة وأمامنا البحر يحجبه بناء برجي طويل وحيد وسط بيوت طابقية منخفضة الارتفاع، وفي المدى المختبئ خلفه تلمع أضواء السفن المسترخية على الموج. تتأرجح بنا الأرجوحة فأغيب في خدر لطيف لأنفصل عن الواقع، أطفو في مكان بعيد ما داخلي، برزخ قائم ما بين الذاكرة والآن. – بتعرفي …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (29)
دمشق.. مرة أخرى… أحب حين تعود دمشق لتحيا في العشر الأخيرة من رمضان، ومع آذان المغرب الصادح من قلبها الأموي تستيقظ مجدداً على مهل، تتمطمط، وتدب فيها حياة الليل كما كانت قبل أن تبدأ الحرب. جميلة هي في الليل الذي يستر كل عيوبها.. نجلس قرب الأموي نراقب أسراب السنونو في …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (28)
أعد آثار قذائف الهاون تحت قدميّ.. تتفتّح في هذا الربيع كورود أو شموس صغيرة تتناثر أشعتها مبتعدة قليلاً عن المركز. من قال أن الورود لا تقتل؟ لم تعد السماء تمطر هاوناً بعد اتفاق الهدنة، بل تمطر ماء. شوادر الاونروا الموزعة في شوارعها كغيوم بيضاء تظلل الطرقات، تقي المارة المسرعين من …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلّية (27)
في الثانية عشرة ليلاً يبدو طريق النسيم المؤدي إلى المطار شبيهاً بسطح القمر حسب ما تتناقله صور الأقمار الصناعية الخاصة بناسا بين فترة وأخرى عند إطلاق مسبار جديد. من ساحة النجوم يتسرب ظلام ثقيل لتغرق المنطقة كلها في عتمة قاتمة توحي بأن الأبنية قيد الإنشاء هي أنقاض منطقة منكوبة، لا …
أكمل القراءة »