في الجزء الثاني من غنائية الشاعر اليمني المبدع رفيق الرضي، المُنتقاة لها عتبة” راعي الذود”، وفق أبعاد ما تحيل عليه من تشظيات ذاكراتية، تستقطب إلى العوالم المحمولة على روح البداوة، تماما مثلما أشرنا إلى ذلك، في مناولة سابقة، حاصرنا بها البعض من متون الجزء الأول من هذه الفسيفساء المسطّرة بأريج …
أكمل القراءة »الشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد يهدي قصائده للريح والزعتر وبيارات البرتقال
ولد الشاعر عام 1943 في قرية ترشيحا التي تجلس في حضن الطبيعة فوق تلَة مشرفة على سهول البرتقال والليمون، وقد قال فيها الشاعر: ترشيحا/ماذا يا غالية العينين عن الغربة/ وزمان الهجران يطول/ … ترشيحا/ أنتظر إشارة دمع/ تتخطَى أبعاد المطلق/ طيَ الريح/ تطمئنني/ ماعدت أطيق من الشجرة/ جذراَ في التربة/ …
أكمل القراءة »انشقاقُ القمر
مع أذانِ المغربْ، يُطفئُ آدمُ صيامَهُ بثلاثِ حباتٍ من التمرِ، يلوكها في فمِه، يتبعها خريرُ ماءٍ يجري عذبًا في حلقِه. تتنفسُ القهوةُ في كوبِها القديمِ، بينما يشعلُ السيجارةَ من أختِها، نارٌ تبتلعُ نارًا، والدخانُ ينسجُ حروفًا تذوبُ في الهواءِ. على شاشةِ هاتفِه المهترئةِ تتسرّبُ الأخبارُ الحمراءُ كشقوقٍ في السماءِ، كدماءِ …
أكمل القراءة »عندما عملتُ طَبيباً بتفويضٍ مِنَ المريض!
قِصّةٌ حقيقيَّة! بدون إسقاط سياسي إنْ أمكن. في شتاء العام 2010 اتصل بي صديقٌ يؤدّي خدمته الإلزامية في حمص، وطلب مني الحضور إلى مستشفى الوعر العسكري لأنّه سيجري عملية نزع المرارة صباح اليوم التالي ولا يريد أن يُقلق أهله. وصلتُ إليه بعد ظهر اليوم التالي وقد خرج للتَّوِّ من غرفة …
أكمل القراءة »سحب زرقاء | قصص قصيرة جداً
عَبَث سَأل (كَافْكَا) في رسائلَ طويلةٍ أن يُعِيرَه صرصوراً كبيراً.. لمْ يجبْه.. دخل بيته عنوةً..أشعَل المصابيحَ، بحَث عنه، لم يجِده.. مَع مطلَعِ الشّمسِ، وجَده ملتصقاً أسفلَ حِذائِه ميّتاً..كَرِه التّجْربَة.. خِيَانَةٌ أَدَبِيَّة نسَجَتْ لهُ نصُوصاً جَميلَةً دُونَ عَناوينِها، مَمتَحِنةً قلبَه.. السّيميَائيّ الذِي توسّدَ كُلَّ العَتَبَاتِ.. يَطرُقُ الأبوابَ باللّيل، ويَطرحُ الأَسئلَةَ بالنَّهارِ..يُجِيدُ …
أكمل القراءة »عُلْبَةُ الخِياطة!
تبادلنا إطلاق النار عدّة مرات! مرّتْ فوق رأسي خمس رصاصاتٍ على الأقل، كادت إحداها تقتلع أذني من مكانها وأخرى كادت تخترق جبيني من فوق محجر العين ببضعة ميليمترات. بتدبيرٍ ما، حادتْ الرصاصات الخمس الأكثر خطورةً عن هدفها، واطمأنَّ قلبي لسماع أزيزها، فأزيز الرصاصة أشدُّ الأدلَّة صدقاً على مرورها فوقكَ دون …
أكمل القراءة »وحشية
١ ثمة ملاك، أو هذا ما نظنه لأنه يرتدي لباساً أبيض، ينشر حوله هالة نورانية، تُحيطه لفافات من الأوراق، بيده واحدة، يقرأ منها، اللفافة طويلة طويلة، لا نرى نهايتها.. جمهور بلا ملامح، أشباه بشر، يصفقون لكلماته الزرقاء.. في البعيد وراء الملاك، سياج حديدي أسود، وبوابة ضخمة يحرسها ملاكان بسيوف ملتهبة، …
أكمل القراءة »ليالي الرعب في الرقة
الغرفة شبه مظلمة، مصباح صغير يضيء المكان، يكاد يلف المكان صمتٌ مخيف، تتخلله دقات الساعة وصوت دويّ بعيد، تلتقطه الآذان بقلق. أم خالد: (بصوت خافت) “هل سمعت ذلك، يا خالد؟” خالد: (يحاول إظهار القوة) “نعم يا أمي، إنه بعيد… لن يصل إلى هنا.” تتسلل نظرة حذرة إلى عينيه، لكنه يحاول …
أكمل القراءة »حنا عبود .. بيت الكون الأمين
لا يهم هذه الشهادة العرفانية الانتماء إلى فضاء المتنبي وممدوحيه، كما أنها ليست كافية من جهة أخرى لتحقيق مطلبٍ شامخٍ في شموخ المحتفى به، مَنْ رأسه في السماء وظلّه في الكتاب. هي محاولة متواضعة لتبني الخطاب العقلاني معيدةً شكلاً من أشكل الحوار مع حنا عبود المُعلّم الفكري والأدبي والأب الروحي …
أكمل القراءة »الغطرسة المُدمرة
التقطت اللغة الإنجليزية مفهوم الغطرسة والمصطلح الذي يشير إلى هذا النوع من الغرور من اليونانيين القدماء، الذين اعتبروا الغطرسة عِلَّة خطيرة في الشخصية قادر على إثارة غضب الآلهة. في المأساة اليونانية الكلاسيكية، كانت الغطرسة في كثير من الأحيان عيباً قاتلاً أدى إلى سقوط البطل المأساوي. عادة تؤدي الثقة المفرطة بالبطل …
أكمل القراءة »