مع بداية السنة السادسة للحرب نجلس في ساروجا في مطعم صغير صفّ طاولاته في الشارع، خلفنا وعلى السيراميك المغطي لجزء من الجدار صورة مطبوعة داخل العلم السوري كتب أعلاها “حاربوك ونسيوا مين أبوك”. في يوم صيفي ما التقطت لي أفين صورة قرب هذا الجدار المسرمك، وأنا ابتسم ابتسامة عريضة بمعنى: …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهليّة بمحليّة (25)
تطل علي صورهم من جدران الحارات الضيقة، ببذلاتهم المموهة، أسلحتهم، بأسمائهم وألقابهم، خطوط العمر أو زغب البلوغ، بالتصاميم المختلفة لأوراق نعواتهم وباختلاف أماكن العزاء. ينظرون في عيني وعيون المارين بابتسامة وكأنهم يقولون: – يا أيها العابرين في حارات طفولتنا.. استمتعوا بما تبقى لكم من رائحة الفجر في هذه المدينة.. ***** …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (24)
بيروت.. تلك المرأة المتشمسة على شاطئ السياسيين العراة.. تتكئ برأسها إلى الجبل بينما تداعب أمواج البحر أصابع قدميها، انظر إليها من الأعلى.. كم تغيرت وزادت ابنيتها ارتفاعاً على مساحة جسدها الفضي المغطى بنمش من شظايا حرب لا تشبه حربنا لكنها حرب.. ومن بعيد باتت تشبه دبيّ المعدنية المختبئة خلف المرايا …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (23)
بعد أربع سنوات تجرأت على زيارتها.. دون ضغينة.. دون توقعات مسبقة.. ودون أي تعلّق داخلي.. في الخامسة فجراً شاهدت النجوم.. وفي السادسة ومع بداية شروق الشمس من خلف الهضاب رأيت الضباب يغطي أشجار الزيتون كغلالة شفافة من حرير رطب.. ما المذهل في مشاهدة النجوم والضباب؟ ربما هي تلك الرغبة بالاستلقاء …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلية (22)
باتت دمشق مدينة مصابة بالفصام. السبع بحرات.. سيارة دفن الموتى تلف دوار السبع بحرات وحيدة دون موكب بينما أقطع الشارع وسورة يوسف بكواكبها الأحد عشر تصدح في فضاء دمشق على خلفية قاسيون والبنك المركزي. أراقب شفاه المارة.. كلٌ يسير يتمتم وحده دون صوت وكأنه تلوث بعدوى فصام المدينة. صالحية برلمان.. …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهليّة بمحليّة (21)
غبار عالق في الهواء يحجب عُلُوّ قاسيون. على الجسر تتزاحم السيارات أرتالاً فوضوية لتنفصل فيما بعد إلى مسربين أحدهما مدني والآخر عسكري. في الجهة المدنية، أفكر بفائدة بطاقة النقابة على الجانب الآخر الذي تمر عليه سيارات تكسي يخرج زبائنها بطاقاتهم الملونة في وجه العنصر المحترق تحت الشمس. سيارة قمامة تمر …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهليّة بمحليّة (20)
أسبوع ونحن نفتل دمشق من صرّاف لآخر لاستلام الراتب التقاعدي لأبي دون فائدة، فالصرافات الخاصة بالبنك التجاري في جرمانا معطّلة و”مَشخوخٌ” عليها بجدارة. أما الصراف الكائن أمام البنك المركزي فرغم كونه يعمل لكن لا نقود فيه لسخرية القدر مما جعلني أتحسّر على مرأى تلك الورقة النقدية الكبيرة التي كانت تغطي …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفيّة أهلية بمحليّة (خارج الأتون)
أشعل السيجارة الثالثة وأترك جسدي للشمس والريح. لا شيء سوى الأزرق أمامي، أملس كوجه مرآة. من خلف أصابع قدميّ المتجهتين نحو “إيران” في الجهة المقابلة من الخليج أراقب سفينة تزحف ببطء، بالكاد تتنقّل من أصبع صغير مفرود إلى آخر. أستوي جالسة. ساعة الموبايل ترسم التاسعة بتوقيت دمشق، رفضت تغيير الوقت، …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهلية بمحلّية (18)
كانت شوارع دمشق شبه فارغة اليوم إلا من بعض المجانين الذين قرروا شرب الجلاب والتمشي على مهل في الحميدية ليراقبوا أسراب الحمام تحط في الساحة أمام الأموي، الحواجز زادت من احتياطاتها الوقائية مفتّشة الجميع دون استثناء. وفي الحادية عشرة صباحاً كانت الحصيلة قد بلغت الأربعين بين صاروخ وقذيفة. لم أشرب …
أكمل القراءة »يوميات حرب طائفية أهليّة بمحليّة (17)
يرف الحمام بأجنحته ويحرّك الريح ليتجمّع على بروز السطح المغطي للباب الرئيسي المواجه لباب البريد اليوناني. أدخل وفي أنفي رائحة البخور التي أيقظتني بالأمس من غفوتي. رأيت نفسي هناك، أجلس متربعة حيث دُفن رأسه وأشمّ رائحة البخور. استيقظت.. ونويت: غداً سأزور الأموي لأصلي صلاة الغائب.. صلاة للغائبين عن هذا الفجر …
أكمل القراءة »