مطفأة الأضواء، تغطيها طبقة رقيقةٌ من طينٍ جاف كطلاء، تتوقّف سيّارة دفعٍ رباعي، تندمج مع الأرض التّرابية العارية إلا من أشواكٍ جافّةٍ، صفراء، متناثرةٍ دون انتظام، يترجّل من السّيّارة ثلاثة ملثّمين، يتنكّبون بنادق حديثةً، وينثر القمر رذاذاً فضّياً على لباسهم الأسود، فيبدون أشباحاً انبجسوا من باطن الأرض، يندفع أحدهم إلى …
أكمل القراءة »علكة معلوكة
-“تمارة…تمارة…أين ذهبتِ؟…أين ذهبَت أمك يا لولو؟” -“لا أدري” ردّت عليّ بلا اهتمامٍ وبسرعة ومن دون أن تفكّ التصاق عينيها عن الفأرين؛ أقصد (بينكي وبرين) الفأرين الكرتونيين الغبيّين رغم أغنية البرنامج التي تقول: “برين عبقري، وبينكي هو الغبي في الليل يهربان، دوماً ويسعيان للسيطرة على العالم، فهل سينجحان؟” كنتُ صغيرةً فأُعجبتُ …
أكمل القراءة »ذات صباح
لا أستطيعُ احتمالَ منظرِ الشّرفاتِ المتقابلةِ من دون سكانها، فراغُها يتسلَّلُ إلى قهوتي الصَّباحيَّةِ فينفخَ في قوامِها رغواتٍ متسلسلةٍ لا تقتصرُ على وجه سطحِها فقط. أُنهي قهوتي الفقاعيّة والفضولُ هو كلُّ ما يسري في عروقي، أين هنَّ جاراتي الثّرثارات؟ لماذا لم تخرجْ إحداهنّ لتستقبلَ الصّباحَ مثلي على شرفتها؟ هل عدمْنَ …
أكمل القراءة »باب الفرج / قصة قصيرة
استندت إلى الجدار بانتظار قدوم المحامي، قدماها تكادان تتجمدان من البرد، لسعة هواء باردة حرّكت القشعريرة التي تسللت إلى ظهرها. ألقت نظرة سريعة نحو بوابة القصر العدلي علّها تلمحه، لكنه لم يأت، تأخر. فكرت بآظان الحمام الذي أشعلت كهرباؤه منذ يوم اعتقاله، فلا أحد يعرف متى سيطلقون سراحه، ومؤكد أن …
أكمل القراءة »