“سيكون اليوم يوماً مرهقاً بلا شك” هذا ما حدّثت به نفسَها وهي تفركُ عينيها قبل أن تفتحهما، لا وقتَ اليوم لتشرد شرودها الصباحيَّ المعتاد الذي يسبق نهوضها من السرير، فغادرت الغرفةَ بسرعة إلى الحمام معلنةً بدايةَ يوم حافل، يومٍ يفيض بالحياة والحركة في اتجاهاتٍ شتّى: – قررت أن تنتهي من …
أكمل القراءة »لديَّ أمٌّ فلسطينية أيضاً
هل الهوس بشيء ما فجأةً هو دعوةٌ إلى التشبُّع منه قبل فقدانه؟ أمضيتُ عطلةَ الربيعِ تلك بين ألبوماتِ صور الطفولة، أقلّبها لساعاتٍ وساعاتٍ، لا أذكر يوماً مرّ من أيام العطلةِ دون أن تجدني أمي بعد عودتها من العمل غارقةً بين أمواج مربَّعةٍ من الصور. الطفولة في “الشدادي” تعني حضانة “أحمد …
أكمل القراءة »اليوم الثالث
اليوم الأول: فتحتُ فمي لآخذ شهيقاً طويلاً عبره بعد أن استيقظتُ، قد تتساءلون لماذا الفم والأنف موجود؟ حسناً… الأنف غير موجود…نعم، لقد نزعتُه البارحةَ بعد أن طفحَ بي الكيلُ من وصفِ أمي لي بأني فتاةٌ لا ترى أبعدَ من أنفها، واليومَ هو اليوم الأولُ في حياتي الجديدة اللاأنفية. نهضتُ بكل …
أكمل القراءة »علكة معلوكة
-“تمارة…تمارة…أين ذهبتِ؟…أين ذهبَت أمك يا لولو؟” -“لا أدري” ردّت عليّ بلا اهتمامٍ وبسرعة ومن دون أن تفكّ التصاق عينيها عن الفأرين؛ أقصد (بينكي وبرين) الفأرين الكرتونيين الغبيّين رغم أغنية البرنامج التي تقول: “برين عبقري، وبينكي هو الغبي في الليل يهربان، دوماً ويسعيان للسيطرة على العالم، فهل سينجحان؟” كنتُ صغيرةً فأُعجبتُ …
أكمل القراءة »ذات صباح
لا أستطيعُ احتمالَ منظرِ الشّرفاتِ المتقابلةِ من دون سكانها، فراغُها يتسلَّلُ إلى قهوتي الصَّباحيَّةِ فينفخَ في قوامِها رغواتٍ متسلسلةٍ لا تقتصرُ على وجه سطحِها فقط. أُنهي قهوتي الفقاعيّة والفضولُ هو كلُّ ما يسري في عروقي، أين هنَّ جاراتي الثّرثارات؟ لماذا لم تخرجْ إحداهنّ لتستقبلَ الصّباحَ مثلي على شرفتها؟ هل عدمْنَ …
أكمل القراءة »