حوار: مديحة جمال |
فازت رواية «أنصاف المجانين» للكاتبة السعودية شيماء الشريف بالجائزة الدولية للأدب العربي المترجم للإسبانية “ابن عربي”، ترجم الرواية إلى الإسبانية الكاتب والمترجم العراقي حسين نهابة الذي التقته مجلة قلم رصاص الثقافية وكان هذا الحوار..
أوّلاً ألف مبروك أستاذ حسين فوز رواية “أنصاف مجانين” للكاتبة السعوديّة شيماء الشّريف والتي قمتم بترجمتها من اللّغة العربية إلى اللّغة الإسبانية بالجائزة الدولية للأدب العربي المترجم إلى الإسبانية “ابن عربي”، ودعنا نبدأ حوارنا من هنا حول عوالم التّرجمة:
ـ لماذا اخترت هذه الرّواية لترجمتها؟ وماهي أصداء هذه الجائزة في الضّفّة الاسبانية؟
لقد كُلفت من “مبادرة مترجم” التي تتبناها وزارة الثقافة السعودية، بترجمة رواية “أنصاف مجانين” للكاتبة السعودية د. شيماء الشريف. في العادة، يقرأ المترجم العمل ويبدي رأيه في الموافقة او عدمها. ما ان بدأت بقراءة الصفحات الأولى حتى وافقت على ترجمتها، لأني شعرتُ بأني أمام عمل متكامل لكاتبة صاعدة.
حين اكتملت الترجمة، أُرسلت الرواية مترجمة الى دار “سيال بيجماليون للنشر والتوزيع” في مدريد – اسبانيا، ووافقت على طباعتها اثر الانتهاء من قراءتها. وأبلغتُ بأن الرواية دخلت في حلبة التنافس لنيل إحدى الجوائز المهمة جدا في اسبانيا خصوصاً والدول الناطقة باللغة الإسبانية عموماً. وفي صباح ماطر، أبلغتُ بأن الرواية حصدت الجائزة الدولية للأدب العربي المُترجَم “ابن عربي”. ومنذ يوم تسلمها في13 جوان 2024 وطيلة الأيام اللاحقة لهذا التتويج، لم تنقطع التهاني واللقاءات والندوات معنا نحن الشريكين “المؤلفة والمترجم” من الجانب الاسباني.
ـ صدرت رواية أنصاف مجانين سنة 2015 وتوّجت هذه السّنة عن ترجمتها للغة الاسبانية كما ذكرنا في بداية حوارنا لتتصدّر مواقع البحث مجدّدا وهو ما يجعلنا نتساءل: ما هو دور التّرجمة؟ وكيف تراها؟
أنا لا أريد ان أقلل من شأن النص العربي الأصلي لرواية “أنصاف مجانين” لأنه يمتاز بسردية متفردة في مزج الواقع المُعاش مع الخيال الذي لابد منه لإضفاء نكهة روائية على العمل الأدبي، وأكمل هذا الجهد، ترجمتنا لها الى اللغة الاسبانية. وهنا يبرز دور الترجمة في نقل ثقافة الآخر الى المحيطين به، وفي حالتنا هذه، قمنا بإبراز ونقل الأدب العربي الى اللغة الإسبانية خصوصاً وباقي اللغات الأوربية الأخرى عموماً.
أرى أن حركة الترجمة المهنية لنقل الجهد العربي الثقافي الى باقي اللغات، شحيح لقلة المؤسسات التي تدعم المشاريع الترجمية. ان ما يُنقَل من أدب عربي مُترجَم الى الميدان الثقافي الاسباني (أتحدث عن اسبانيا تحديداً) هو جهود فردية لمترجمين معينين يقومون بصورة طوعية لنقل هذه الثقافة المتفجرة.
هنالك حركة ترجمة نشيطة خلال هذه الفترة إلّا أننا نلاحظ أنّ أغلب التّرجمات هي من لغة أجنبيّة ما إلى اللّغة العربيّة، إلّا أنّك أستاذ حسين خالفت القاعدة وترجمت عدّة مؤلّفات في مجالات مختلفة من اللّغة العربية الى اللّغة الاسبانيّة، لماذا هذا التّوّجّه في “التّرجمة المعاكسة “؟
كما أسلفت، إن إحدى واجباتنا كمترجمين أن ننقل ضمير المثقف العربي النقي متمثلاً بالأدب وأجناسه الى اللغة الإسبانية ليعرف الطرف الآخر ان هناك أدباً يسمو، شأنه شأن باقي آداب الأمم الأخرى، ولنثبت له ان هناك أدباء عرب ستصل أعمالهم الى جوائز عالمية أسوة بباقي أدباء العالم.
ـ ولماذا اللّغة الاسبانية؟
أن أول شهادة جامعية لي كانت من كلية اللغات – قسم اللغة الاسبانية – جامعة بغداد عام 1988. وأن أول عمل مترجم لي صدر عام 1988 حين تبنت وزارة الثقافة والاعلام العراقية نشر رواية للفتيان ترجمتُها وأنا طالب في الكلية. ومنذ أن اصبحتُ عضواً في جمعية المترجمين العراقيين عام 1992 وانا عالق بين هذا الأدب الذي شدني بأنيابه الشفافة الحبيبة دون عودة. وقد ازدادت أعمالي الترجمية منذ يوم 13 جوان 2024، لتصبح 42 عملاً مترجماً.
ـ أعادت الأحداث التي شهدها العالم مؤخّرا كجائحة كورونا والحرب على أوكرانيا وغزّة الأسئلة الحارقة المتعلّقة بالإنسان، ما هو دور المترجم اليوم في الانتصار للإنسان ونقل الثقافات؟
المترجم كائن حي يتأثر بما حوله، وقد ينقطع عن اعماله التي بين يديه ليتفرغ الى قضايا اللحظة الإنسانية. ودوره في هذا الشأن هو الانحياز كلياً نحو كتلة الإنسانية، بعيداً عن التحزب والتطرف.
ـ ختاما المترجم حسين نهابة له علاقة متينة بالمدوّنة الأدبيّة التّونسيّة حيث ترجمت عديد المؤلّفات المتنوّعة لأدباء تونسيين كقصيدة ” ألوذ بالصّمت كي أرتّب الأسئلة” للشّاعر منير الوسلاتي وقصّة دمية أفنان للكاتب والصّحفي ناجي الخشناوي كيف بدأت علاقتك كمترجم بالأدب التّونسي وما الّذي شدّك إليه؟
الأدب التونسي جزء من الأدب العربي. وقد عكفت على عمل موسوعات شعرية وقصصية ترجمتها الى اللغة الاسبانية ونشرتها هناك، تتضمن الكثير من الأدباء والأديبات الذين رُشحوا لي:
الموسوعة المعاصرة لمائة شاعر وشاعرة عرب – الجزء الأول:
نعيمة المديوني
منير واسلاتي
فوزية حيدري
عبد الحكيم ربيعي
الموسوعة المعاصرة لمائة شاعر وشاعرة عرب – الجزء الثاني:
حياة الريس
رفيعة بوذينة
سهام بن رحمة
ليلى عطاء الله
المرحوم محمد شعبان
مريم السعيدي
هدى القاتي
موسوعة القصة العربية المعاصرة – الجزء الأول:
فائقة قنفالي
حياة الريس
سفيان رجب
موسوعة القصة العربية المعاصرة – الجزء الثاني:
نورة عبيد
وئام غداس
موسوعة القصة العربية المعاصرة – الجزء الثالث:
هدى الهرمي
وفي موسوعة القصة العربية المعاصرة – الجزء الرابع، المزمع اطلاقها في نهاية هذا العام ان شاء الله، تناولت الكاتب “ناجي الخشناوي” وما زلت أعمل على تجميع باقي القصص من باقي البلدان العربية.
كاتبة تونسية | مجلة قلم رصاص الثقافية