الرئيسية » إبــداع » سرابٌ بطعم الوطن
لوحة للفنان السوري سعد يكن

سرابٌ بطعم الوطن

دَعُوهَا ليّسَ لَهَا مُسْتَقَرٌّ في ظلال ِ الياسيمن
سرابُهُم في كفِّه وطنٌ

التيه:
هل من قدمٍ تسيرُ به نحو مشتهاها
ام رأسٌ يتدلی حين يغفو حالماً بالرمانِ
فَتَقْطُفهُ عُيونُ العَسَسِ والعَابِثِين في تَفَاصِيلِ الظّلامِ
يداهُ تقبضان ريحاً ومَاءً وزيتاً
زيتونُهُ صَبْرٌ وسِلالٌ مَنْ الوَجَعِ الّمُعَتَّّقِ بالأمُنَياتِ
غمامةٌ مَنْ الطّينِ تُعِيدُ تَشْكِيلِ المكَانِ

يَحْبُو فَوقَ خَوفِهِ تَحْتِ جُملةٍ تاهَ فاعُلُها وجُوبَاً مِثْلَ اوراقِ الخَرِيفِ في مَتَاهَاتِ الشّتَاءِ
ليّسَ في تَلْكَ الدُّرُوبِ رِفَاقٌ وحَدَيثٌ يُغْرِي صَمْتَهُ كي يُغَنْي.
عَلَی مَقَامِ النَّوی يَلُفُ عَمَائَم الغَائِبِين
ليسَ في تلكِ الدروبِ شيءٌ يُشْبِهُ الخَلاَص
بَلْ هُنَا
عَلی ظِلِّهِ يَنَامُ كَقَصِيدَةٍ مِنْ انْكِسَاراتٍ ونَدَمٍ
كَتِفَاهُ تَحْمِلاَن كَفَنَاً مِنْ رَذَاذٍ
أيُّ طَعْمٍ يُشْبِهُ شمسُ الوطن.

يَجُرُّ النّهْرَ مِنْ بَينِ اضْلاَعِهِ قُلُوبَاً كي تَشْرَبَ البيدُ غَدَاً و غَدَاً ليّسَ بِقَرِيبٍ
مَا مِنْ غَدٌ فِي فَنْجَانِهَا المَثْقُوبِ بالّخِيانَاتِ.
تَجْلُسُ علی بِسَاطِ امْسِهِ تَطُشُ الوَدَعَ و الحُرُوفَ
تُحَدّثُه عَنْ المَخْبُوءِ
لمْ تَقُلْ لَهُ سِرْ شمالاً
بَلْ إلَی الشّرْقِ والْتَزِمْ خَطَ المطرِ
قَدْ حَانَ مِيعَادُ الرَحِيلِ
يَجْمَعُ تِلْكَ الحَصَی
يَنْثُرُ رَمْلَ اهْدَابهِ كي يَبَاتَ التّينُ في بَسَاتِينِ النّزَقِ
دَعِ البَلابِلَ تعود لتُدَاعِبَ النّوابَ كي يَلْعَنَ الوالي الزنيم.

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن أحمد رشاد

أحمد رشاد
أحمد رشاد شاعر وكاتب سوري من مدينة الرقة على نهر الفرات. يكتب الشعر بالفصحى واللهجة الفراتية. صدر له كتاب وادي الفيض شعر شعبي عام 1999/ الذبيح يسير حياً شعر فصيح عام 2002 كما صدر له الكترونياً ثلاث مجموعات وهي السراب، هباري وانكسار اللون.

شاهد أيضاً

لوحة للفنان صالح الخضر

الفصول الأربعة

مريم الشكيلية | سلطنة عُمان آلمني حين علمت بأنك تعرضت لوعكة صحية افقدتك القدرة على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *