الرئيسية » مبراة » “سفراء النوايا السيئة”!

“سفراء النوايا السيئة”!

أينما وليت وجهي اليوم أجد سفيراً (ة)، للسلام للمحبة للوئام حتى للراحة والطمأنينة إلا أني في الحقيقة لم يسبق لي أن رأيت نشاطات أولئك السفراء كما لم يسبق لي أن سمعت بتلك الهيئات التي تعينهم سفراء فتارة بيت الثقافة الهندي وتارة أخرى دار التراث السنسكريتي وثالثة ورابعة ما أنزل الله بها من سلطان.

إلا إننا إذا أردنا تجاهل كل ما ذكرناه آنفاً وفكرنا فقط في معايير اختيار هؤلاء السفراء والممثلين وأحصينا إنجازاتهم خلال تلك الفترة التي قضوها في مهمتهم، سنجد أن الإجابة هي لا شيء!

العدم هو خير سفير، وكل ما في الأمر أن بعضهم يسعى للحصول على ورقة كُتب عليها اسم هيئة من المريخ تنشد السلام على الأرض وتعين له السفراء، يتم نشر صورة تلك الوثيقة على صفحة السفير المبارك فتنهال عليه التبريكات من كل حدب وصوب وهذا هو أس السِفارة وجوهرها الذي يبحث عنه معالي السفراء، بينما نرى نحن عجز سفراء الدول الكبرى والمنظمات الأممية عن حل مشكلة صغيرة أو إدخال علبة حليب إلى منطقة تعاني من النزاعات نجد سفراء الفيسبوك والمنظمات الخرائية تمعن في الاستخفاف بهذه الشعوب والقطعان الافتراضية تصفق وتهلل لسعادة السفير أو السفيرة.

اعتقد ولست جازماً أننا كهيئة ثقافية في مجلة وموقع قلم رصاص نصدر من عاصمة الاتحاد الأوروبي يحق لنا أن نجعل لنا سفراء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الدول التي تعاني من نزاعات وخلافات سببها الأول هذا الغرب الإمبريالي ورجعية الشعوب، إلا أننا نود أن نكون أكثر صدقاً ونعين سفراء للحرب والنوايا السيئة لأن التجارب السابقة خير برهان على فشل سفراء النوايا الحسنة والسلام لذلك الأجدى بنا أن لا نكون طوباويين ونطرح تسميات لا تمت لواقع هذا العالم المجنون بصلة وأن نسمي الأشياء بمسمياتها، وستكون مهمة سفرائنا أسهل بكثير لأنهم حقيقيون وينشدون الحرب بكل طاقتهم ونواياهم سيئة بعكس أولئك الذين أصبحنا نطالعهم في كل يوم ويحصلون على سفارتهم بعد مناكحة افتراضية عبر المسنجر أو الوتس آب وفي أحسن الأحوال مكالمة فيديو عبر السكايب.

وبناء عليه نعلن في موقع ومجلة قلم رصاص عن نيتنا تعيين عدد من سفراء الحرب والنوايا السيئة في بلدان العالم الثالث لذا نتمنى على من يجد أنه يصلح لتلك المهمة أن يرسل سيرته الذاتية إلينا عبر بريد المراسلات أو صفحة الموقع في فيسبوك، آملين أن نشعل الحروب في بقية دول العالم وننهي مأساة هذا الكون المجنون بدل الكذب والدجل والزيف الذي أصبح ديدن غالبية رواد الثقافة والأدب والمتسكعين على تخومه.

مجلة قلم رصاص الثقافية

عن فراس م حسن

فراس م حسن
قـارئ، مستمع، مشاهد، وكـاتب في أوقـات الفراغ.

شاهد أيضاً

لا أريد أن أكون وقحاً !

كان أحد الأصدقاء يقول لي كلما التقينا وتحدثنا في الشأن العام قبل وبعد أن صار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *