أحمد كرحوت |
في رسالة حب للحياة والتشبث فيها أكثر رغم كل ما أبدته من خصام وضغينة تجاه عشاقها ومريديها، وانطلاقاً من بدايات الرسائل والقصائد السورية التي حملت السلام والحب قبل التاريخ وقبل جغرافيا التفتت والشتات “إن كنت سورياً سلام” هي رسالة الشاعر السوري ميلياغروس الجداري التي مازال السوريون يحملون رايتها في فكرهم وممارساتهم منذ آلاف السنين وأينما حلّوا يتغزلزن بها، وفي استمرارية للحركة الثقافية والبحث الدائم عن بقعة ضوء وبصيص أمل وسط الخراب والحرب التي تعيش في قلوب وعقول السوريين قبل أرضهم احتفل ملتقى الرواق الثقافي السوري في دبي والذي أسسه ويديره الشاعر والسيناريست السوري عدنان عودة بذكراه السنوية الأولى وبحضور كوكبة من المثقفين السوريين والعرب، فكان برنامج الملتقى يحتوي من التعدد الفكري والفني ما هو كفيل بحشد واستقطاب مختلف أطياف الشعب السوري خاصة والعربي عامة الذي يجمّل حاضره بذكريات آزفة في أمسية تعكس حال الملتقيات التي كانت تشهدها دمشق وما زالت، فيظن الحاضر فيها لبرهة من زمان بأن روحه سافرت إلى باب شرقي مجتازة الحدود والحواجز ليجد نفسه يعيد تفاصيل بيت القصيد والذي يعتبر المرآة الحقيقية التي خرجت عنها فكرة الرواق الذي بدأ أولى نشاطاته تحت الاسم ذاته وتم تغييره فيما بعد ليكون ذو طابع مستقل عوضاً عن اعتباره بعثاً جديداً لبيت القصيد.
يذكر أن الملتقى استضاف العديد من الشخصيات خلال مسيرته في العام من شعراء وموسيقيين ومغنين وبحضور نجوم وأعلام في شتى المجالات الثقافية والفنية وأيضاً كان له دور كبير في تسليط الضوء على بعض المواهب الشابة من خلال استضافتهم حضوراً في الملتقى أو حتى عبر شبكة سكايب وعرض تسجيلات لمواهبهم في الغناء وإلقاء الشعر والعزف.. تضمن برنامج الحفل مجموعة من النشاطات والتي اعتاد الملتقى على إدراجها تحت مسمياتها الوصفية مسبوقة بكلمة “رواق” (اسم الملتقى ) دلالة على حصرية هذه النشاطات للملتقى الثقافي نذكر منها :
رواق الشعر : حيث حل الشاعر السوري هاني نديم ضيفاً على الملتقى وقرأ بعضاً من قصائده.
رواق الموسيقى : المؤلّف الموسيقي السوري سامر أبو رسلان، عازفة القانون الفلسطينية راما إبراهيم والتي لعبت عزفاً منفرداً في فقرة خاصة.
رواق التشكيل: الفنان السوري عبد القادر عزوز.
رواق السينما: فيلم عن الرواق من إعداد Aysel Photography
رواق الشهادات: المفكر الفلسطيني د. أحمد البرقاوي الذي ألقى كلمة احتفاء بالاحتفالية تبعه كلمة الناشر الفلسطيني سعيد البرغوثي.
رواق المسرح: كان من المفترض أن يتخلل الحفل مسرحية احتفالية من أسرة الرواق للمسرحية أمل حويجة إلا أنه لم يتم عرض العمل المسرحي بسبب ضيق الوقت.
رواق الغناء: المطربة السورية روناهي مامو والعازف السوري كرم صليبي والمغنيّة اللبنانية آنجي شيّا بمشاركة للفنان السوري محمد صالح خليل.
في سبيل الحفاظ على عجلة التميز السوري في الحركة الثقافية حتى تحت أشد الأوقات عصفاً استطاع الرواق وضع بصمة سورية خاصة في حاضر الثقافة الراهنة كصالون أدبي وثقافي مميز مؤكداً رسالة السوري أينما حلّ “أحمل سوريا في قلبي في كل مكان، أحمل الحب في قلبي أينما كنت، أحمل السلام في فكري كيفما اتفق..!”
الإمارات العربية | خاص موقع قلم رصاص