الرئيسية » رصاص حي » النمسا العليا: ثمة شعر وموسيقى وحكايات!

النمسا العليا: ثمة شعر وموسيقى وحكايات!

خاص قلم رصاص  |  

عادة لا يلجأ الله إلى الأرض! ولكن قصة من نسج خيال الكاتب الصحفي الألماني “آكسل هاكّه” تقفز اليوم إلى منبر في النمسا العليا بقراءة ” “بيرنهارد روف” وتطرح فكرة “لجوء الله إلى الأرض، لأنه شعر بالملل في السماء، وهو الذي ترك للناس حرية الخيار بما يفعلون، وأن يعتمدوا على أنفسهم ليساعدوا أنفسهم بأنفسهم، متسائلاً فيما إذا يستطيع الانسان تخيّل كم هي الحياة في السماء مملة، لافتاً إلى أن الخلود فكرة قلقة، لا يحبّذها “.AAA_8030

قراءات أدبية قدمت ضمن فعالية ثقافية بعنوان “البارحة.. اليوم.. غداً” في  النمسا العليا  “Bad Hall”، تضمت نصوصاً شعرية (بالعربية والألمانية) واستعراضاً لمجموعة صور تعكس معاناة “الأطفال والأمهات” جراء الحروب، وفقدان التعليم  في بلدان آسيوية(سورياـ العراق) أخرى إفريقية، علاوة على الجوع والتشرد والأمراض.

حدث يشارك به عدد من المثقفين  من النمسا و سورية والعراق وأفغانستان، حيث قرأ كل من “بيرنهارد روف” المتخصص في لسانيّات اللغتين الألمانية والإنكليزية، و”كريستينا ميتّرفايس اخر” العاملة كـ استاذة في مجال الفلسفة نصوصاً استعادية؛ “من الطارق” وقصصاً تتعلق “بالسيد المسيح ومريم العذراء في مقاربة جوانب من قصص  “الآلام” و”المعاناة”، و”الطمأنينة” في الأسبوع – الأحد، الرابع قبل ميلاد السيد المسيح”، إلى جانب نصوص شعرية غنائية للكاتب الألماني والمغني “غوستنتين فيكر”، “لديّ حلم”، إضافة إلى الإضاءة على مقال للصحفية الألمانية الشابة “باولا بلايس” يتحدث عن “فندق كبير” في “أوغسبورغ” يحتضن لاجيئن ويزوره بالوقت ذاته سيّاح من مختلف دول العالم، فيلتقي السواح واللاجيئن على طاولات عابرة تتناثر منها حكايات وصور “على عالمي تسطو الغربة .. وهل لي القدرة على تحمّل  تنظيرات الآخرين؟!”.

AAA_8136
                       الشاعر السوري علي الحسن

وقرأ الكاتب الصحفي السوري علي الحسن نصوصاً شعرية له، بعضها بالألمانية منها “كن حجراً وابتسم..”، وبعضها الآخر بالعربية المترجم للألمانية و(قياس الضغط مرارة)، ومنها “الجماجم..والكؤوس المرفوعة”.

كما قرأ  بالتناوب  ترجمته إلى العربية  نصوصاً للنمساوية “أوتا باور”، “هزّة..دوّت داخلي”، وباور تعمل على إعداد الطالب الممثل في إحدى المدارس في النمسا، ولها مسرحية بعنوان “انقذني” وأخرى بعنوان”الحرب المتعبة”، بالتعاون مع مصممة الرقص النمساوية “سيلكا غرابينغر”، وتتخذ من  الشعر هواية، ذلك أن المسرح هاجسها.

وعلى إيقاع غيتار النمساوي “بيرنهارد روف” تنوعت أجواء الفعالية  نصوصاً وموسيقى حيث غنى على هامش الأمسية شاب من أفغانستان أغانٍ تراثية من بلاده”. 

كما سعى هذا النشاط للعبور إلى علاقة “الاحتضان” وفكرة البحث عن الجانب الخيّر في الإنسان عندما يتعرض الآخرون لأشكال معاناة، وماذا لو كانت حصة الألم الأشد قسوة والأكثر فتكاً تقيم في عقول الأطفال ووعيهم، وفي قلوب الأمهات ونبضهن.AAA_8150

“في هذا العالم الذي نعيش،  الآن هناك الملايين من الناس تعاني بسبب حروب مريعة، قتل، ودمار مهول؛ معاناة كبرى تفوق الوصف خاصة بالنسبة للأطفال والأمهات” يقرأ علي عيلاني(العراق) بالتناوب مع باور شهادة لـ علي الحسن (المقيم في النمسا) الذي استعاد العبارة التي أطلقها جبران قبل نحو قرن من الزمن: “أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة”، لافتاً إلى أننا نشهد اليوم بكل ألم أبناء وبنات الحرب والقتل والتشرد والجوع، وأمهات ثكالى يفقدن الأطفال والأزواج، في وقت يتلاشى الأمل بمستقبل أعداد كبيرة من الأطفال”.

الفعالية التي أقيمت الأسبوع الماضي، وقدّم لها “بيتر كيربل” هي بانوراما من الشعر والقصص الاستعادية والموسيقا والغناء، ضمن فضاءات الحياة والآلام.. الأمل والأسئلة، الإغتراب والحلم.

وعرّجت أيضاً على نصوص ومختارات انحازت إلى الإنسان، دون النظر إلى أية جوانب تتعلق بالهوية والإعتقاد والأعراق.

مختارات من نصوص لـ أوتا باور

ترجمها إلى العربية: علي الحسن

..وحدثت هزّة

 دوّت داخلي

بتُّ جيداً لا أعرفني

هل فقدتُ البوصلة؟

وماذا لو تبادلنا الأدوار؟

أسئلة أخرى عليّ تلحُ:

هل أبقيك داخلي

 أم ألفظك خارجاً؟

هل أحمي نفسي بالأسوار

 أم أجعلني مفتوحة؟

*****

على عالمي تسطو الغربة

مجدداً

كل شيء بالرأس اشتعل

هل أتحمّل تنظيرات الآخرين؟

أأنت جواب على أسئلتي؟

أأنت فرصة أستطيع مجازفتها؟

أأنت غريب وأنا أنت؟

وإذا ما الأدوار تبادلنا

 هل نتكامل؟

 وهل تبدِّلُ قناعاتك بالذي كان؟

*****

يوما ما

واضحين

 سنكون

عندما لا تكون الغربة

الوطن

يكون

مختارات من نص بعنوان “الجماجم.. والكؤوس المرفوعة”

للكاتب السوري علي الحسن:

 

والجمااااجمُ ـ يا أمّااااه ـ

صارتْ أعشاشاً للطيور

وكُراتٍ لليافعين

وسمعتُهم  يقولون:

“إن العظامَ

صارتْ أقلاماً للشعراء

والدماء حبر القصائد”!

وما صدَّقتُهم ـ يا أمّي ـ

حتَّى رأيتُ بأم العين

رأيتُ شاعراً

يحملُ عظم ساعدٍ مصقول

يغرزه في قلبه

ويكتب..

جفّ القلب

وما اكتملت قصيدة..

عضَّ على الشفّة السفلى

حتَّى

نزَّت

شِبه جملةٍ أخيرة

 كَتب..

*******

ورأيتُ بأم العين

 أطفال الحارة

حليباً أسود

من أثداءِ الدبَّاباتِ

يرضعون..

والجنازير حصائر

*******

.. وأطباء المشفى

من الأمعاءِ سمَّاعات

يعلِّقون

وقياس الضغطِ

مرارة..

النمسا  | خاص مجلة قلم رصاص الثقافية 

عن قلم رصاص

قلم رصاص

شاهد أيضاً

هل زعزعت وسائل التواصل مكانة الكتاب المقروء أم عززتها؟

صارت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل، تيك توك، يوتيوب، فيس بوك وغيرها مصدرا رئيسيا للمعلومات والأخبار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *